بقلم : حمدي رزق
أن تُعين نفسك محتسبًا على خلق الله، أن تعتقد أنك حامى الشرف والفضيلة، أن تستبيح خصوصية البشر، وتقتحم عليهم منازلهم، وتفرض قانون الغاب عليهم، وتستلب دور الشرطة، وتنفذ مشيئتك، وتزهق روحًا بريئة، إذن أنت وحش مطلوق من عقاله، أنت كارثة وحلَّت علينا، أنت مجرم لا تأبه لقانون أرضى أو سماوى.
هزتنى من الأعماق قصة (سيدة السلام) التى أُزهقت روحها رميًا من الطابق السادس، لتسقط جثة هامدة، قصة لا تمت للإنسانية بصلة، ولا للشرف ألبتة، تجسيد للوحشية فى أحط صورها، للاستقواء على سيدة لا تملك فرصة للدفاع عن شرفها، اغتالوها مرتين مرة بإلقائها من الشرفة بعد اغتيال سمعتها بلوك الألسنة.
حراس الفضيلة يؤمون الحارات الضيقة بحثًا عن ضحية ليغمسوا فى دمائها أيديهم القذرة، ويرسمون أنفسهم شرفاء، وهم عراة تمامًا من الأخلاق الحميدة.
«المحتسبون الجدد» بلطجية فى ثياب الواعظين، قتلة متوحشون، يتأبطون شرًّا، ويتلمظون للفريسة، ويطلقون فى أعقابها قنابل دخان تعمى الأبصار عن إدراك الحقيقة.
مرحى.. مرحى.. هل حققتم المراد، هل جسدتم الفضيلة، هل صنتم الأعراض؟.. واسفاااااه، العشيق طلع رجل غلبان (بتاع أنابيب)، لم يكن عشيقًا لها كما صورت لكم شياطينكم الشريرة، أيديكم ملطخة بدماء الضحية، ضحية الزور والبهتان والبلطجة المجتمعية، ومهما تسترتم بعباءة الفضيلة، أنتم عراة من كل فضيلة، الفضيلة ماتت وشبعت موت تحت سنابك خيلكم وخيلائكم المكذوبة.. يا حزنى على سيدة تُنحر مجتمعيًا.
ياااااه على حراس مجتمع الفضيلة الذين يرتكبون الكبائر ما ظهر منها وما بطن، ثم يتوضأون ويصلون الفرض حاضرًا رِئَاءَ النَّاس، تراه مُتمتمًا محوقلًا، وهوه ميه من تحت تبن، فاكرين المعلم بيومى فى رصيف نمرة خمسة، «فين سبحتك يا معلم بيومى؟».. صورة وحشية، جريمة تقشعر منها الأبدان، اغتيال ممنهج، حراس الفضيلة «المحتسبون الجدد» يقيمون الحد دون تحقيق أو محاكمات، «إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ» (الحجرات/ ٦)، ينفذون أحكام الإعدام فى البشر بدم بارد.
صورة لو تعلمون كافية لتشيح الإنسانية بوجهها عنا، وأمام أنفسكم ألا تخجلون، ألا تستحون؟ ولو... كما أسلفتم، هناك مَن يتولاها بالقانون، ولكن كسر باب الشقة وحصار الغلبانة، والاستقواء عليها، والتعدى عليها ضربًا وسحلًا تشفيًا يااااه على الظُّلمة فى النفوس!!
صورة هى الهوان بعينه، تبًا لكم، وسحقًا لأفعالكم، ألا تخجلون من سوء صنيعكم وأنتم تتحلقون كالضباع حول سيدة ضعيفة تستصرخ ضمائركم الميتة، لا حول لها ولا قوة، وعاملين رجّالة؟ تبًا لكم ولفعلكم الكريه، انبذوا هذه الصورة، العنوها والعنوا فاعليها، وإلا صارت مثلًا.