توقيت القاهرة المحلي 12:23:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حراس الفضيلة!

  مصر اليوم -

حراس الفضيلة

بقلم : حمدي رزق

أن تُعين نفسك محتسبًا على خلق الله، أن تعتقد أنك حامى الشرف والفضيلة، أن تستبيح خصوصية البشر، وتقتحم عليهم منازلهم، وتفرض قانون الغاب عليهم، وتستلب دور الشرطة، وتنفذ مشيئتك، وتزهق روحًا بريئة، إذن أنت وحش مطلوق من عقاله، أنت كارثة وحلَّت علينا، أنت مجرم لا تأبه لقانون أرضى أو سماوى.

هزتنى من الأعماق قصة (سيدة السلام) التى أُزهقت روحها رميًا من الطابق السادس، لتسقط جثة هامدة، قصة لا تمت للإنسانية بصلة، ولا للشرف ألبتة، تجسيد للوحشية فى أحط صورها، للاستقواء على سيدة لا تملك فرصة للدفاع عن شرفها، اغتالوها مرتين مرة بإلقائها من الشرفة بعد اغتيال سمعتها بلوك الألسنة.

حراس الفضيلة يؤمون الحارات الضيقة بحثًا عن ضحية ليغمسوا فى دمائها أيديهم القذرة، ويرسمون أنفسهم شرفاء، وهم عراة تمامًا من الأخلاق الحميدة.

«المحتسبون الجدد» بلطجية فى ثياب الواعظين، قتلة متوحشون، يتأبطون شرًّا، ويتلمظون للفريسة، ويطلقون فى أعقابها قنابل دخان تعمى الأبصار عن إدراك الحقيقة.

مرحى.. مرحى.. هل حققتم المراد، هل جسدتم الفضيلة، هل صنتم الأعراض؟.. واسفاااااه، العشيق طلع رجل غلبان (بتاع أنابيب)، لم يكن عشيقًا لها كما صورت لكم شياطينكم الشريرة، أيديكم ملطخة بدماء الضحية، ضحية الزور والبهتان والبلطجة المجتمعية، ومهما تسترتم بعباءة الفضيلة، أنتم عراة من كل فضيلة، الفضيلة ماتت وشبعت موت تحت سنابك خيلكم وخيلائكم المكذوبة.. يا حزنى على سيدة تُنحر مجتمعيًا.

ياااااه على حراس مجتمع الفضيلة الذين يرتكبون الكبائر ما ظهر منها وما بطن، ثم يتوضأون ويصلون الفرض حاضرًا رِئَاءَ النَّاس، تراه مُتمتمًا محوقلًا، وهوه ميه من تحت تبن، فاكرين المعلم بيومى فى رصيف نمرة خمسة، «فين سبحتك يا معلم بيومى؟».. صورة وحشية، جريمة تقشعر منها الأبدان، اغتيال ممنهج، حراس الفضيلة «المحتسبون الجدد» يقيمون الحد دون تحقيق أو محاكمات، «إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ» (الحجرات/ ٦)، ينفذون أحكام الإعدام فى البشر بدم بارد.

صورة لو تعلمون كافية لتشيح الإنسانية بوجهها عنا، وأمام أنفسكم ألا تخجلون، ألا تستحون؟ ولو... كما أسلفتم، هناك مَن يتولاها بالقانون، ولكن كسر باب الشقة وحصار الغلبانة، والاستقواء عليها، والتعدى عليها ضربًا وسحلًا تشفيًا يااااه على الظُّلمة فى النفوس!!

صورة هى الهوان بعينه، تبًا لكم، وسحقًا لأفعالكم، ألا تخجلون من سوء صنيعكم وأنتم تتحلقون كالضباع حول سيدة ضعيفة تستصرخ ضمائركم الميتة، لا حول لها ولا قوة، وعاملين رجّالة؟ تبًا لكم ولفعلكم الكريه، انبذوا هذه الصورة، العنوها والعنوا فاعليها، وإلا صارت مثلًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراس الفضيلة حراس الفضيلة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon