توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حراس الفضيلة!

  مصر اليوم -

حراس الفضيلة

بقلم : حمدي رزق

أن تُعين نفسك محتسبًا على خلق الله، أن تعتقد أنك حامى الشرف والفضيلة، أن تستبيح خصوصية البشر، وتقتحم عليهم منازلهم، وتفرض قانون الغاب عليهم، وتستلب دور الشرطة، وتنفذ مشيئتك، وتزهق روحًا بريئة، إذن أنت وحش مطلوق من عقاله، أنت كارثة وحلَّت علينا، أنت مجرم لا تأبه لقانون أرضى أو سماوى.

هزتنى من الأعماق قصة (سيدة السلام) التى أُزهقت روحها رميًا من الطابق السادس، لتسقط جثة هامدة، قصة لا تمت للإنسانية بصلة، ولا للشرف ألبتة، تجسيد للوحشية فى أحط صورها، للاستقواء على سيدة لا تملك فرصة للدفاع عن شرفها، اغتالوها مرتين مرة بإلقائها من الشرفة بعد اغتيال سمعتها بلوك الألسنة.

حراس الفضيلة يؤمون الحارات الضيقة بحثًا عن ضحية ليغمسوا فى دمائها أيديهم القذرة، ويرسمون أنفسهم شرفاء، وهم عراة تمامًا من الأخلاق الحميدة.

«المحتسبون الجدد» بلطجية فى ثياب الواعظين، قتلة متوحشون، يتأبطون شرًّا، ويتلمظون للفريسة، ويطلقون فى أعقابها قنابل دخان تعمى الأبصار عن إدراك الحقيقة.

مرحى.. مرحى.. هل حققتم المراد، هل جسدتم الفضيلة، هل صنتم الأعراض؟.. واسفاااااه، العشيق طلع رجل غلبان (بتاع أنابيب)، لم يكن عشيقًا لها كما صورت لكم شياطينكم الشريرة، أيديكم ملطخة بدماء الضحية، ضحية الزور والبهتان والبلطجة المجتمعية، ومهما تسترتم بعباءة الفضيلة، أنتم عراة من كل فضيلة، الفضيلة ماتت وشبعت موت تحت سنابك خيلكم وخيلائكم المكذوبة.. يا حزنى على سيدة تُنحر مجتمعيًا.

ياااااه على حراس مجتمع الفضيلة الذين يرتكبون الكبائر ما ظهر منها وما بطن، ثم يتوضأون ويصلون الفرض حاضرًا رِئَاءَ النَّاس، تراه مُتمتمًا محوقلًا، وهوه ميه من تحت تبن، فاكرين المعلم بيومى فى رصيف نمرة خمسة، «فين سبحتك يا معلم بيومى؟».. صورة وحشية، جريمة تقشعر منها الأبدان، اغتيال ممنهج، حراس الفضيلة «المحتسبون الجدد» يقيمون الحد دون تحقيق أو محاكمات، «إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ» (الحجرات/ ٦)، ينفذون أحكام الإعدام فى البشر بدم بارد.

صورة لو تعلمون كافية لتشيح الإنسانية بوجهها عنا، وأمام أنفسكم ألا تخجلون، ألا تستحون؟ ولو... كما أسلفتم، هناك مَن يتولاها بالقانون، ولكن كسر باب الشقة وحصار الغلبانة، والاستقواء عليها، والتعدى عليها ضربًا وسحلًا تشفيًا يااااه على الظُّلمة فى النفوس!!

صورة هى الهوان بعينه، تبًا لكم، وسحقًا لأفعالكم، ألا تخجلون من سوء صنيعكم وأنتم تتحلقون كالضباع حول سيدة ضعيفة تستصرخ ضمائركم الميتة، لا حول لها ولا قوة، وعاملين رجّالة؟ تبًا لكم ولفعلكم الكريه، انبذوا هذه الصورة، العنوها والعنوا فاعليها، وإلا صارت مثلًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراس الفضيلة حراس الفضيلة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon