بقلم:حمدي رزق
بأبى أنتَ وأمّى يا رسول الله. كفانا الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مؤنة الرد على تطاول غرّ هندى جاهل متطاول، أساء الأدب، وتجاوز فى حق رسول الإنسانية، صلى الله عليه وسلم.
بيان معتبر بقامة الأزهر الشريف وشيخه الجليل، يعبر عن غضبة جموع المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها. إلا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خط أحمر.
نبينا، صلى الله عليه وسلم، أغلى علينا من أنفسنا، والإساءةُ إلى جنابه الأعظم دعوة صريحة إلى الكراهية والعنف، وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية.
ومن البيان الأزهرى المعتبر: «إن مثل هذا التصرف هو (الإرهاب) الحقيقى بعينه، الذى يمكن أن يُدخل العالم بأسره فى أزمات قاتلة وحروب طاحنة، ومن هنا فإن على المجتمع الدولى أن يتصدَّى بكل حزمٍ وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين».
بوركتَ يا مولانا الطيب. الإمام بلا مزايدات سياسية يلجم فتنة وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ. حسنًا نفر الإمام الأكبر من فوره لكبح موجة الكراهية المتوقعة بهذا البيان القوى.
يا له من هراء، خطيئة المتحدث الهندى الرسمى باسم حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم على «تويتر» سقطة متكررة من شذاذ الآفاق، وتحمل تطاولًا وسوء أدب فى الحديث عن رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، وزوجه أم المؤمنين الطاهرة المطهرة، السيدة عائشة، وتكشف عن جهل فاضح بتاريخ الأنبياء والمرسلين وسيرتهم، وكيف أنهم كانوا يمثلون القمم العليا للآداب والفضائل والأخلاق، وأن الله عصمهم من الوقوع فى الرذائل وما تكرهه النفوس الطاهرة المستقيمة.
الإساءة إلى رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، جريمة نكراء، لا تُسوغها حرية تعبير، والرسول أعز وأكرم من أن يُهان، ولن نمالئ فى سياق حرية التعبير على حساب الرسول الكريم، ولن ننافق لنُحسب لديهم متحضرين. التحضر يعنى احترام الآخرين.
الجهل الذى يَعْمَه فيه أمثال هؤلاء لا يبرر إهانة مَن هو على خلق عظيم. إذا كان شرط الليبرالية أن نصمت على إهانة الرسول بتغريدات مسمومة، إذا كان شرط التنويرية أن نصمت على سوء أدب، إذا كان شرط التحضر أن نخرس ونقف فى الصف مطأطئى الرؤوس، إذا كان شرط حرية التعبير أن تُنشر هذه السفالات ونبلعها ونخرس، فلا نامت أعين الجبناء.
لن أُعيد نشر ما فاه به تَهَافُتًا هذا التافه، ولن نصمت على هذه السفالات، وسنرفع الصوت عاليًا فى أجواز الفضاء. إلا رسول الله، فليسمعوا غضبتنا حتى يلزموا الحدود، ويكفوا عن الاستفزاز الذى يولد الإرهاب.
الصمت على الإساءة إلى ضرورات سياسية، وحتى لا يهتبلها المتطرفون، الرسول رسولنا، ونحن أولى به، ولسنا متطرفين ولن نكون. التطرف هناك فى الجانب الآخر، والصمت هنا يحمل شروط إذعان مجحفة، لا نرتضيها، والاعتذار من رأس الحكومة الهندية مستوجب للترضية الواجبة فى هذا الظرف العالمى العصيب.
المشرحة العالمية مش ناقصة إرهاب، كفاية علينا الحرب والوباء. خلاصته، نحن أمة الرسول نغضب إن مسَّ لحيته الشريفة مسّ من سوء، واحترام الأنبياء والرسل واجب مستوجب على المتحضرين، وكما نحترم ما يعبدون ويقدسون، واجب عليهم الاحترام الكامل لرسولنا ومقدساتنا وما نعبد.