توقيت القاهرة المحلي 22:21:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قَسَمٌ لو تعلمون عظيم...

  مصر اليوم -

قَسَمٌ لو تعلمون عظيم

بقلم - حمدي رزق

«أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه».

مَن يظن أن قَسَم الرئيس أمام مجلس النواب طقسٌ مراسمىٌ روتينى يتكرر كل أربع سنوات، وجرت العادة، وهذا ما وجدنا عليه آباءنا، يتنكّب التحليل الدقيق، وتعوزه مراجعة ضرورية لقرار وجواب القَسَم، مبتدئه وخبره، وشروطه وأحكامه والتزاماته المستقبلية، مثل حمل الأمانة، «إنَّا عرضنا الأمانة».. إنه قَسَمٌ لو تعلمون عظيم، وعظمته فى كونه ميثاقاً غليظاً بين الرئيس والشعب، وثيقة بتعاقد يمكن الرجوع إليها والاحتكام إلى نصوصها، كلمات القَسَم ليست كالكلمات، وحروفه ليست من فوارغ القول، وجمله صيغت بإخلاص وطنى فريد، هو القَسَم الغليظ لا ريب.

قَسَمٌ بالحفاظ مخلصاً على الجمهورية. النظام الجمهورى لم يكن مِنّة، ولم يسقط علينا كمائدة من السماء، ولكنه نضال الأجداد. لاحظ الإخلاص شريطة واجبة ومستوجبة ويستوجبها الدستور. صحيح أن الحفاظ على النظام الجمهورى من الفروض السياسية المستقرة، واجب رئاسى، ولكن التذكير بالفروض الوطنية من الواجبات الدستورية، فمصر لن تعود القهقرى، رغم الإلحاحات اللّزجة على حسنات العصر الملكى ونوستالجيا الحنين لأيام الحفاء والجلاليب الزرقاء.

يمتد شرط الإخلاص ليظلل القَسَم جميعاً، وينص نصاً واضحاً لا شية فيه على احترام الدستور، وهنا بيت القصيد، فكل حين تتكالب الأَكَلة على الدستور تكالبها على قصعتها، واحترام الدستور واجب مستوجب ويستوجب على مَن يقسم القَسَم الغليظ.. واحترام القانون، فإذا القانون ضاع فلا أمان، ولا مدد شعبياً لمَن لا يحترم القانون.

أما رعاية مصالح الشعب فالمعنى الكامن فى العبارة التى صيغت بحذق دستورى مقصده المصالح العليا، كيف تصوغ حياة كريمة لشعب أبِىّ، كيف تتحقق المعادلة الثورية الفريدة التى صيغت فى ميدان التحرير، معادلة «عيش/ حرية/ عدالة اجتماعية/ كرامة إنسانية»، مَن يقسم على العبارة فليستبطن مهامها، رعاية كاملة غير منقوصة، مثل رعاية ابن الخطاب، رضى الله عنه، لرعيته فى حالك الظلام والناس نيام، ومعلوم على قدر أهل العزم تأتى العزائم.

واستقلال الوطن، ووحدة وسلامة أراضيه، القَسَم هنا ليس نزهة خلوية، ولا ينتهى بلفظ القول وتصفيق ومانشيت باللون الأحمر. هذا القَسَم من القسم هو رَأْسُ الْأَمْرِ، وَعَمُودُهُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ، استقلال الوطن ليس استقلالاً عن قوى استعمارية على نسق ما قبل الخمسينيات، ولكن استقلال القرار الوطنى من كل ضغط، وأن ينبع من ضمير وطنى يستبطن المصالح العليا للشعب، استقلال ممهور بأسماء شهداء هذا الوطن، شهداء علينا، وسلامة ووحدة أراضيه مُخضَّبة بدمائهم الزكية، ولولا أن جعل الله فى هذا الشعب جنداً هم خير أجناد الأرض لتخطّفتنا الطير من أعالى الجبال.. لكِ يا مصر السلامة/ وسلاماً يا بلادى/ إن رمى الدهر سهامه/ أتَّقيها بفؤادى/ واسلمى فى كلِّ حينٍ.

المصدر : جريدة المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قَسَمٌ لو تعلمون عظيم قَسَمٌ لو تعلمون عظيم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon