توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استقلالية دار الإفتاء

  مصر اليوم -

استقلالية دار الإفتاء

بقلم : حمدي رزق

«اللى ميعرفش يقول عدس!»، ويستوجب المعرفة قبل الفتيا، ما تمخض عنه قانون دار الإفتاء الجديد هو ترجمة لائحة الدار المستقرة منذ ٢٠٠٧ فى قانون، دون مساس بالاستقلال المالى والإدارى والفنى مع ترفيع تبعية الدار لمكانتها العالية من وزارة العدل، كما كان معمولا به من أيام محمد على باشا، إلى رئاسة مجلس الوزراء، لمقام الدار الرفيع.

البغبغة والحكى البغيض عن مشروع القانون، واتهامه بما ليس فيه، وقد مُنحت الدار فى القانون الجديد أبعادا وآفاقا أوسع وأعمق لفهم طبيعة الدور الذى تمارسه الدار فى الشأن الدينى من خلال ما تمتلكه من صلاحيات وإمكانيات فعلية تمكنها من ممارسة مهامها ووظائفها لكى تحقق الأهداف المرجوة، ولسنا استثناء، العديد من البلدان الإسلامية قد عدّلت أو شرّعت قوانين جديدة تضمن استقلالية دور الفتوى ماليا وإداريا وفنيا لتقوم بدورها ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى.

مبررات استقلالية دار الإفتاء حتى عن الأزهر الشريف مستبطنة فى الضمير الجمعى، واختلاق معركة موهومة بين الدار والمشيخة، والجدار (جدار المشيخة) فى الجدار (جدار دار الإفتاء)، والمحبة التى يكنها الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، لفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، وافتخاره كونه أزهريا قحا، ويُفتى بتناغم مع مجمع البحوث الإسلامية، وفقا للخط الأزهرى الوسطى المستبطن تيسيرا على الخلايق.

أين إذن المعركة التى تروج لها منابر الإخوان العقورة، مشروع قانون يقدمه رئيس اللجنة الدينية فى مجلس النواب، الدكتور أسامة العبد، رئيس الجامعة الأزهرية الأسبق، يقدمه فى العام ٢٠١٨، وتُعقد لمناقشته ١٨ جلسة مفتوحة فى إطار اللجنة الدينية، يحضرها كبار العلماء، وفى مقدمتهم مفتى الديار المصرية، دكتور شوقى علام، حضرها جميعا إلا جلستين تغيب لظروف خاصة، وحضر معظمها وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ومن الحضور اللافت الدكتور على جمعة، والدكتور نصر فريد واصل (من المفتين السابقين)، والدكتور محيى الدين عفيفى ممثلا للأزهر الشريف، والمستشار القانونى للمشيخة، وممثلون رفيعو المستوى لوزارات المالية والتخطيط والعدل، وطائفة من النواب والشيوخ.

ماذا نقول بعد كل ما قيل.. لو سألت مفتى الديار المصرية عن القانون لأجابك بنعم، أخيرا صار للدار قانون بديل عن اللائحة، واللائحة آلية التشريع الفرعى بعد القانون والدستور وتقع على درجة أدنى، فلا يجوز أن تخالف القانون، الذى بدوره لا يجوز أن يخالف الدستور.

علمًا لمن لا يعلم، ترشيح المفتى من قبل هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، نفس الهيئة التى ترشح اسم الإمام الأكبر فى حالة خلو المنصب، ويجرى على ترشيح المفتى ما يجرى على ترشيحات القضاء، ترشح هيئة كبار العلماء باعتبارها أعلى هيئة شرعية ثلاثة مقدرين ليسمى الرئيس من بينهم مفتيًا للديار المصرية.

عصرنة اللوائح القديمة، وترسيخها فى قانون، نقلة هائلة فى تاريخ دار الإفتاء العريقة (تأسست دار الإفتاء المصرية فى عام 1895م/ 1313هـ)، وترفيع تبعية الدار (سياسيًا) من وزارة العدل إلى رئاسة مجلس الوزراء إضافة لافتة، واستدامة الاستقلال المالى والإدارى والفنى خليق بالاعتبار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقلالية دار الإفتاء استقلالية دار الإفتاء



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon