توقيت القاهرة المحلي 22:21:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استقلالية دار الإفتاء

  مصر اليوم -

استقلالية دار الإفتاء

بقلم : حمدي رزق

«اللى ميعرفش يقول عدس!»، ويستوجب المعرفة قبل الفتيا، ما تمخض عنه قانون دار الإفتاء الجديد هو ترجمة لائحة الدار المستقرة منذ ٢٠٠٧ فى قانون، دون مساس بالاستقلال المالى والإدارى والفنى مع ترفيع تبعية الدار لمكانتها العالية من وزارة العدل، كما كان معمولا به من أيام محمد على باشا، إلى رئاسة مجلس الوزراء، لمقام الدار الرفيع.

البغبغة والحكى البغيض عن مشروع القانون، واتهامه بما ليس فيه، وقد مُنحت الدار فى القانون الجديد أبعادا وآفاقا أوسع وأعمق لفهم طبيعة الدور الذى تمارسه الدار فى الشأن الدينى من خلال ما تمتلكه من صلاحيات وإمكانيات فعلية تمكنها من ممارسة مهامها ووظائفها لكى تحقق الأهداف المرجوة، ولسنا استثناء، العديد من البلدان الإسلامية قد عدّلت أو شرّعت قوانين جديدة تضمن استقلالية دور الفتوى ماليا وإداريا وفنيا لتقوم بدورها ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى.

مبررات استقلالية دار الإفتاء حتى عن الأزهر الشريف مستبطنة فى الضمير الجمعى، واختلاق معركة موهومة بين الدار والمشيخة، والجدار (جدار المشيخة) فى الجدار (جدار دار الإفتاء)، والمحبة التى يكنها الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، لفضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، وافتخاره كونه أزهريا قحا، ويُفتى بتناغم مع مجمع البحوث الإسلامية، وفقا للخط الأزهرى الوسطى المستبطن تيسيرا على الخلايق.

أين إذن المعركة التى تروج لها منابر الإخوان العقورة، مشروع قانون يقدمه رئيس اللجنة الدينية فى مجلس النواب، الدكتور أسامة العبد، رئيس الجامعة الأزهرية الأسبق، يقدمه فى العام ٢٠١٨، وتُعقد لمناقشته ١٨ جلسة مفتوحة فى إطار اللجنة الدينية، يحضرها كبار العلماء، وفى مقدمتهم مفتى الديار المصرية، دكتور شوقى علام، حضرها جميعا إلا جلستين تغيب لظروف خاصة، وحضر معظمها وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ومن الحضور اللافت الدكتور على جمعة، والدكتور نصر فريد واصل (من المفتين السابقين)، والدكتور محيى الدين عفيفى ممثلا للأزهر الشريف، والمستشار القانونى للمشيخة، وممثلون رفيعو المستوى لوزارات المالية والتخطيط والعدل، وطائفة من النواب والشيوخ.

ماذا نقول بعد كل ما قيل.. لو سألت مفتى الديار المصرية عن القانون لأجابك بنعم، أخيرا صار للدار قانون بديل عن اللائحة، واللائحة آلية التشريع الفرعى بعد القانون والدستور وتقع على درجة أدنى، فلا يجوز أن تخالف القانون، الذى بدوره لا يجوز أن يخالف الدستور.

علمًا لمن لا يعلم، ترشيح المفتى من قبل هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، نفس الهيئة التى ترشح اسم الإمام الأكبر فى حالة خلو المنصب، ويجرى على ترشيح المفتى ما يجرى على ترشيحات القضاء، ترشح هيئة كبار العلماء باعتبارها أعلى هيئة شرعية ثلاثة مقدرين ليسمى الرئيس من بينهم مفتيًا للديار المصرية.

عصرنة اللوائح القديمة، وترسيخها فى قانون، نقلة هائلة فى تاريخ دار الإفتاء العريقة (تأسست دار الإفتاء المصرية فى عام 1895م/ 1313هـ)، وترفيع تبعية الدار (سياسيًا) من وزارة العدل إلى رئاسة مجلس الوزراء إضافة لافتة، واستدامة الاستقلال المالى والإدارى والفنى خليق بالاعتبار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقلالية دار الإفتاء استقلالية دار الإفتاء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon