بقلم : حمدي رزق
لطيب الذكر ؤر مقولة يتردد صداها كل حين: «لا أدرى كيف ترعرع فى وادينا الطيب هذا القدر من السَفلة والأوغاد؟».
الله يرحمه كان مبصرًا، أبصر باكرًا فعل السَفلة والأوغاد، وتعجب مستنكفًا، وبالمثل نقول اتساقًا مع الراحل الكريم: كيف ينتسب هذا القدر من السَفلة والأوغاد لوادينا الطيب؟.
خلاصته، تعمل فيها فاهم ومثقف، تعمل فيها ثورى ومسيّس، تعمل فيها قرد بصديرى، اعمل عمايلك، اعمل ما بدا لك، ولكن كله إلا إهانة الشعب المصرى.. قطع لسانك، اللسان الزفر لا بد من قطعه، والفرع لو مال.
هذا شعب كريم العنصرين يا عديم الأصل، هذا شعب فاهم وواع ومسيس ومثقف، الأمى فيهم يعرف أكثر منك، ويفهم أكثر منك، ومخلص لوطنه، وحافظ حدوده، ولم يخن وطنه فى المضاجع التركية والقطرية والإنجليزية.
حصّلت إهانة الشعب، قبر لما يلم العفش. مجرور الصرف الصحى الذى يغرق قنوات رابعة القطرية والتركية، والصفحات والحوائط الإلكترونية الإخوانية من فعل أغوات الأغا التركى، إخوان الإرهابية جلودهم سميكة، ورقابهم غليظة، عراة لا يخجلون من أنفسهم، ولا يتدارون من الخجل، اللى اختشوا ماتوا، لكنهم لا يختشون، اختشى على دمك يا خاين إنت وهوه وهى!.
إذا كان هناك عيب وحيد فى هذا الشعب، أنه يغفر كثيرًا، وغفر كثيرًا، وتسامح وصبر طويلًا، وطول باله على السَفلة والأوغاد.
أخرتها إهانة الشعب، آه يا عديم الرباية يا منبت، كيف لسَوىٍّ أن يهين أهله وناسه، كيف سوّلت لكم أنفسكم أن تهزأوا وتسخروا وتتمسخروا، تترون فى الوحل، وتنصّبون أنفسكم قيّمين على شعب علّم الأقدمين، من ولاك عليهم يا عميل إنت وهوه وهى؟!.
الشاذ الآن أن تجرى إهانة الشعب على ألسنة الشواذ ممن يتحدثون زيفًا باسم الشعب، لو تعلمون، الشعب يزدريكم، يأنف عمالتكم، ويراكم جيدًا، وضبطكم مرارًا وأنتم تختانون أنفسكم فى المضاجع الإخوانية، للأسف دماء مالحة ووشوش كالحة تطل علينا هازئة من أقبية مسحورة، من أين أتى هؤلاء؟..
الشعب المصرى لمن خبر معدنه الأصيل شعبٌ أصيل، من الأصالة، شعب يعرف العيبة ويحترم الشيبة، يميز الطيب من الخبيث، ويحب الحب فى أهله، ويأنف الكذابين، ويلفظ المتجبرين، وأسقط المرشد عن عرشه، وأطاح بالجماعة بنفخة من روحه، ولا يزال قابضًا على جمر الوطن، صابرًا محتسبًا، وإن جاع وإن تعرى سماء مصر تظلله، وعناية الله جندى.
شعب يضرب الأمثال جميعًا، نموذج ومثال، شعب راضٍ بالقسمة والنصيب والمقدر والمكتوب، وشعاره «اللى مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين»، ويرقص على الطبل البلدى حبًا فى أغلى اسم فى الوجود، ويقف زِنهار تحية للعلم، وتدمع عيناه على أغنية يا حبيبتى يا مصر.
شعب طيب وجدع وكريم ويسيئه اللئيم، شعب مفطور على الصبر، ولا عمره اشتكى ولا قال آه، يضحك من جوه قلبه وملء شدقيه على أراجوزات رابعة أول.. وما الشعب بغافل عنهم لكن يمهلهم إلى حين.