بقلم - حمدي رزق
بعيدا.. بعيدا.. وتماما عن مجريات التحقيق مع الصديق خيرى رمضان، رسالتى إلى اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، وإلى كل السادة ضباط الداخلية وأولادهم وعائلاتهم أن ينصتوا بقلب وعقل مفتوح إلى ما قاله خيرى رمضان وذهب البعض إلى تفسيره بأنه إهانة للوزارة ومس بكرامة رجالها الشرفاء الذين يخوضون حربا ضد الإرهاب فى ربوع الوطن.
خيرى، وأعرفه تماما، متعاطف تماماً مع ضباط الداخلية، ودوما فى ظهر رجالها الشرفاء، ومثل أى وطنى محترم يحترم تضحيات رجال الشرطة، وما ذهب إليه مدفوعا بعاطفة جياشة إلا من على هذه الأرضية التفاعلية مع ضباط الداخلية وعائلاتهم، فإذا انحرف الحديث أو انجرف إلى ما يمس هيبة أو ينتقص مكانة أو مبالغة فى غير موضعها أو حديث ليس فى وقته والرجال فى الميدان، فحسن النية متوفر تماماً، وما أقدم خيرى على كلماته التى مست عصبا حساسا إلا مدفوعا بعاطفة وموقف يستبطن الوقوف فى ظهر الرجال وهم يحاربون معركة الوطن.
لست فى محل تقييم قانونى لما فاه به صديقى خيرى رمضان، سيما وأنه محل تحقيق قضائى نزيه، ولست فى محل الحكم على مهنيته وهو فى محنته، طول عمره مهنى شاطر، أحكم فقط من خلال عشرة العمر الطويل، خيرى طول عمره رجل وطنى محترم غيور على وطنه، محب لجيشه، ودوما فى ظهر شرطته، خيرى متهم بالانحياز إلى الشرطة، كما اتهم شرفاء ونُكل بهم على صفحات الإخوان والتابعين، متى كان خيرى ضد الشرطة؟ لو هذا هو الاتهام والله ما صدّقه حتى الإخوان!
خيرى وبكل أمانة لم يكن يوما مخلب قط لدعاة الهدم والتخريب وإعادة الهيكلة والفك والتركيب.. ويسقط ويسقط، ولم يختن معتقده الوطنى فى مخادع الإخوان، ولم يوالس الجماعة إياها فى الميدان، بل كانت مطلوبة رقبته وآخرين محترمين وبشدة، وعوقب بالجلوس فى البيت بلاعمل تقريبا يتجرع المرارة مثل كثيرين اتهموا بما ليس فيهم، ولم يلحقوا بركب المتحولين أو المنافقين إخوان الشيطان، بل اعتبر أن مهمته انتهت وتفرغ لرعاية أولاده راضيا بالقسمة والنصيب، وكم حدثنى غير مرة عن نيته فى اعتزال العمل الإعلامى فى نهاية 2017 لأنه تعب وزهق تماما ولم يعد هناك ما يستحق الظهور به على الناس.
صديقى الذى تغتاله الآن كلاب السكك، ويشمت فيه الغربان السود، ويتمسخر عليه توافه البشر، ويُعير بجزاء سنمار، وآخرة خدمة الغز، وسفالات كثيرة، صديقى الذى لا تعرفونه صاحب صاحبه، وأشرف من كثيرين يدعون الشرف، والمهنية، والاحترافية، لكل جواد كبوة، وسيخرج خيرى محترما وسيعود إلى الشاشة محترما، وشدة وتزول.
سيادة الوزير عبدالغفار، كلمة حق، خيرى لم يقصد إهانة، ولم يمس كرامة، كرامة رجال الشرطة محفوظة ومقام زوجاتهم وعائلاتهم مصون، خيرى اجتهد فأخطأ، ولكنه أصاب قبلا كثيرا، والحسنات يذهبن السيئات، نعم مطلوب من الوزير أن يحمى رجاله، ويحافظ على هيبتهم، ويحفظ غيبتهم، ولكن حسن النوايا متوفر تماما، وسلامة القصد واضحة جلية، والاعتذار جرى على لسان خيرى ولم يمارِ فيه، حبس خيرى خبر جد حزين.
والإفراج عنه بكفالة يوفر وقتاً لإعمال حسن النية مع توافر سلامة القصد.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية