بقلم : حمدي رزق
هل تستأهل واقعة سيدات «نادى الجزيرة» كل هذا الصخب والتداعى الأخلاقى المشبوب بالتحريم، وتحرك الوزارة والشرطة وصولًا إلى فتوى من دار الإفتاء؟
الأفورة طبع، فوق العقل ما يجرى، احتشاد مجتمعى متمنطق بالفضيلة وشاهر سيف الأخلاق، وإنما الأمم الأخلاق، وحتى يراق على جوانبه الدم، ومن كل جروب رجل للفتك بالساحرات السافرات وذر رماد عظامهن فى النيل، ليكن عبرة لمن يعتبر.
القصة وما فيها، وفيها ما فيها، «شلة ستات» فى قعدة فرفشة فى الهواء الطلق، احتفلن بعيد ميلاد بطريقة غريبة، بالتلذذ بحلوى على أشكال جنسية، «شلة مغلقة» على من فيها، لكن المتلصصين والبصاصين شيروا صور الاحتفال، ربما من قبيل النغش والهزار، وإذ فجأة (فجعة) تتحول إلى قصة وحكاية ورواية تناقلتها المواقع الباحثة عن التريند ومزيد من المشاهدات، حتى بلغت مواقع عالمية رصينة، وجدت فى القصة ما يدخل فى باب الغرائب والطرائف.
قصة مثيرة فى مجتمع أدمن الإثارة الرخيصة. مش دى صورة مصر الحضارة والرقى الأخلاقى، وليس هذا ما يصدر عن مصر التى تجتهد مشروعات وإنجازات وتكافح الوباء، الوباء الأخلاقى أخطر من وباء كورونا، ما هذا الاحتشاد الكاذب، كافٍ جدًا لفت نظر العضوات فى النادى، أو توقيف عضويتهن، وكفى المحتشدين شر القتال.
«الأفورة» باتت طقسًا مصريًا، والوقائع تحتاج إلى «جبرتى ساخر»، يوثق وقائع الأفورة فى بر مصر. وقبلها وقوف علماء الاجتماع على حالة الأفورة الفظيعة التى بتنا عليها، موجات من الأفورة، من المؤخرة وحتى حلوى إثارة الغرائز، توالى هذه الموجات يحرفنا عن جادة الطريق، هناك قضايا أهم من اجتماع «شلة الهوانم» على حلوى مثيرة للغرائز.
أوفر قوى اللجوء لدار الإفتاء، وتحكيم حكم الشرع فى واقعة تافهة، وأوفر قوى قوى فتح تحقيقات ونيابات، ولربما وصلت إلى المحاكم على سبيل الاحتياط من التكرار المخل بالوقار المجتمعى، وتصبح موضة، معلوم «مجتمع متدين بالفطرة» هكذا يوصفون.
بين ظهرانينا فريق يمتهن «الأفورة»، لا شغلة ولا مشغلة، ولافكرة ولا قضية، ويعمل من الحبة قبة، رغبة فى التشهير متلذذًا باللحم الأبيض مصورًا على الصفحات الإلكترونية، وفريق متلمظ لهفوات وهنات المجتمع ليحكم فيه متلازمة «الحلال والحرام»، وجيش جرار من المستهلكين يموت فى الفضائح، خاصة لو كانت فى نادى الهوانم، يتوت ويغرد ويشير، بذمتكم هل هذه واقعة تستحوذ على التفكير الجمعى يومًا أو بعض يوم، يبدو أن الخواء الذى نرفل فيه يعمل أكثر من كده