بقلم : حمدي رزق
ما لا يدرك كله فلا يترك جله، جيد ما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات عن قبول ٤٠٠٦ مرشحين فى النظام الفردى، مهم شيوع التنافس، فى المنافسة حياة، والترشح بكثافة قبلة حياة لحياة سياسية يستوجب مدها بأسباب الحياة.
الجيد فعلا، ويستأهل التوقف والتبين، دخول قوائم منافسة للقائمة الوطنية، ومنها قبول قائمتين بقطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا، وهما القائمة الوطنية من أجل مصر وقائمة تحالف المستقلين، وقبول قائمتين بقطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، وهما القائمة الوطنية من أجل مصر وقائمة نداء مصر، وفى قطاع شرق الدلتا قبول قائمتين هما القائمة الوطنية من أجل مصر وقائمة أبناء مصر، وأخيرا فى قطاع غرب الدلتا تم قبول قائمتين إحداهما القائمة الوطنية من أجل مصر والثانية قائمة نداء مصر.
كله فى صحة مصر سياسيا، وداعا للتزكية البغيضة، كسر الاحتكار الذى هيمن على انتخابات الشورى، تطور طيب، وتغيير للأفضل، سيبك من الأسماء التى عليها جدل سياسى، حتى هذا الجدل علامة صحة.
أخطر ما يهدد الحياة السياسية هو الاحتكار السياسى، فى التجارة قانون يمنع الاحتكار، ويعاقب المحتكرين، وأولى بقانون الاحتكار جريمة احتكار العمل السياسى، تصويتا وترشيحا وانتخابا وتبوؤًا لمقاعد التمثيل الشعبى.. المطلوب الجدارة التصويتية فى ظل انتخابات شفافة تهيمن على مجرياتها الهيئة الوطنية للانتخابات (المستقلة تماما بنص قانونها المعتمد).
معلوم أن التطبيق الأمين لاشتراطات الترشيح وبصرامة وبجرأة يحسد عليها المستشار لاشين إبراهيم ورجاله، حرمنا من قوائم عديدة خرجت من السباق باكرا لأسباب إجرائية تمس الشكل والمضمون، (راجع بيان المستشار لاشين فى هذا السياق)، ولو كتب لها الاستمرار فى السباق بعد استيفاء النواقص، لوفرت أجواء انتخابية تنافسية كانت مطلوبة لإحداث صحوة سياسية من موات سياسى مخيم على الحالة السياسية.
لا ضير من تطبيق صحيح القانون، وعلى المتضرر الطعن على الاستبعاد بالطرق القانونية التى يقررها القانون، المهم توافر حد أدنى من المنافسة الانتخابية، المنافسة تثرى الحالة السياسية، تغير المزاج العام، تفتح شرايين السياسة المتيبسة من ارتفاع الكولسترول السياسى.
الانتخابات البرلمانية حدث ينعش الأجواء السياسية، يمدها بالأوكسجين السياسى، ويرفع منسوب الوعى بحتمية حماية المسار السياسى، وتذوب المصالح الفردية فى المصلحة العامة، الكل فى واحد، والمترشحون بقمصانهم الحزبية والمستقلة إضافة قوية للحياة السياسية.
كنت أطمع فى عشرة أو عشرين ألف مرشح، ينتشرون فى البلاد من أقصاها إلى أقصاها، رقم أربعة آلاف وستة مترشحين أقل بكثير من الطموحات السياسية، ولكنه رقم طيب على كل حال. ما أتحسب منه ثلاثا، العصبيات القبلية والعائلية، والمال السياسى، التصويت الطائفى، وهذا يتطلب وعيا شعبيا، ورقابة مجتمعية، واحترازا قانونيا، وهنا نلقى على عاتق الهيئة مهمة ثقيلة فى تحييد هذه العناصر الثلاثة، فضلا عن اليقظة المستوجبة من منظمات المراقبة الانتخابية، مثل هذه الأمراض الانتخابية المتوطنة لم نَبْرَأ منها بعد.
خلاصته ليس مهما لون القميص الذى ترتديه القائمة أو الفردى، كلها مشتقات من ألوان علم مصر، مهم اللعب النظيف، وإذا تقرر الاحتكام للفار الانتخابى فليكن، لتأكيد الفوز المستحق، والعدالة التصويتية.