توقيت القاهرة المحلي 10:09:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نريد حلا!

  مصر اليوم -

نريد حلا

بقلم : حمدي رزق

احتراز مستوجب، نحن لا نصادر حكما ولكن نناقش نصا، فالقضاء مقيد بنصوص القانون، ولا تثريب على قاض يعمل نص القانون فيما بين يديه من أوراق ثبوتية. القضية هنا ليست المنصة العالية، ولها كل الرفعة والاحترام الواجب، ولكن النص القانونى الجامد الذى يستوجب اجتهادا قانونيا يستتبعه تعديل تشريعى يفرق بين الحقوق المدنية والنصوص الشرعية، فالنص القانونى المؤسس على نص أبدا لم يكن عائقا فى تحقيق مصالح الناس.

وراثة المسيحى للمسلم محسومة بنص. معلوم شروط الميراث فى الإسلام اتحاد الدين، فالمسلم يرث المسلم، أما المسيحى فلا يرث المسلم، ولا المسلم يرث المسيحى.. وكذلك إذا كان الابن ليس مسلماً والأب مسلما فلا يرث الابن فى والده حال وفاة الوالد.

هذا عن الإرث فى الإسلام، عن الورث، فماذا عن المعاش للابن المعاق إعاقة تعجزه عن الكسب أو غير عاجز، المعاش بالمطلق، معلوم هذه القضية يحسمها نص تشريعى، وتدخل (اجتهادا) فى باب المصالح المرسلة والتى ليس فيها نص واضح يدل عليها، ليس فى النص معاش، إذن هى مصلحة مرسلة إذا وفق العلماء فى تكييف النص، تتقيد بالحاجة إليها حسب ما يراه أهل العلم، وولاة الأمر، فى نفع الناس وجلب الخير إليهم، ودفع الشر عنهم، بطريقة لا تخالف النصوص.

على طريقة «أريد حلا» الشهيرة، يقف فقهاء القانون عاجزين أمام معضلة قانونية كشفت عنها القضية رقم (٤١٠ لسنة٢٠٢٠) وراثات عين شمس.

القضية فى سطور، سيدة مسيحية زوجها طبيب، وأسلم، وبالضرورة طلقت منه وما لبث أن توفى بعد سنة ونصف (وهو مسلم) تاركا المطلقة لاختلاف الديانة، وثلاثة شباب عاجزين عن الكسب (معاقين) بشهادات طبية موثقة.

ذهبت المطلقة لصرف معاشات أولادها المعاقين، طلبوا منها فى التأمينات كالعادة «إعلام وراثة» فرفعت قضية، طلبت فيها تحديد الورثة، وبعد جلسة استغرقت مداولاتها ثلاث ساعات كاملة، تم رفض الدعوى لأن حكم الوراثة (شرعيا) ينسحب من الميراث إلى المعاش.

قاعدة قانونية تأسس عليها حكم محكمة أسرة عين شمس، برفض الدعوى، ورغم أن المطلقة لم تطلب «ورثًا» وإنما طلبت بيانا بالمستحقين للمعاش (حقوق مدنية) إلا أن نصوص القانون حالت دون تمكين الورثة المعاقين، وقالت فى الأسباب حتى المعاش لا يستحقه الابن المسيحى من أبيه المسلم.

نريد حلا، كيف يحرم الابن المعاق العاجز عن الكسب من معاش والده، ثم ما ذنب الابن فى ديانة الأب، فضلا، هذا النص الذى تأسس عليه الحكم يعارض الدستور فى المادة (٥٣) التى تنص على المساواة وعدم التمييز، وهل معنى ذلك أن الزوجة المسيحية التى تزوجها مسيحى ثم أسلم، تحرم وأولادها العاجزون من المعاش بعد وفاة زوجها المسلم؟

نريد حلا، تعديلا تشريعيا من مجلس النواب الموقر يأخذ بالأسباب، ويوفر حلا مناسبا يحول دون هذا الذى حدث بنص قانونى مؤسس على نص شرعى، مطلوب اجتهاد من العلماء الثقات فى دار الإفتاء، وبالسوابق يعرفون، وما رشح عن الدار ابتداء وأخبرنى به المستشار «نجيب جبرائيل» باعتبار المعاش من الحقوق المدنية ويخرج من هذه القاعدة الشرعية، يوفر حلًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نريد حلا نريد حلا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon