توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قولوا لجرجس مبروك

  مصر اليوم -

قولوا لجرجس مبروك

بقلم : حمدي رزق

ووقَّع كل من «مهاب ياسر»، صانع ألعاب فريق «النجوم»، و«جرجس مجدى» لاعب وسط الفريق، على عقود انتقالهما إلى صفوف «إنبى»، فى صفقة بيع نهائى لمدة ٣ مواسم ونصف الموسم، خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية.. بشرة خير، بدأت تندع كما يقولون.

غبطة إخوتنا المسيحيين بانتقال جرجس (مواليد ٩٦) إلى الفريق البترولى لوَّنت الأجواء الإلكترونية، وتداول الشباب منشورًا لطيفًا: «جرجس مجدى، لاعب مصرى مسيحى انضم إمبارح لنادى إنبى، ووجود جرجس فى الدورى الممتاز ممكن يكون بداية لوجود لاعيبة كورة أقباط تانيين فى باقى النوادى.. عشان نشوف كرة قدم مفيهاش تمييز ولا تعصب والبقاء فيها للأصلح والأشطر بغض النظر عن دينه ومعتقداته، قولوا لجرجس مبروك وعرفوه إننا كلنا فخورين بيه».

جميل، الملاعب المصرية تتجمل، ترسم وجهًا رائعًا من وجوه المواطنة فى بلد التسامح والمحبة. ظهور جرجس فى «الدورى الممتاز» بامتياز يمحق كل صور العنصرية البغيضة التى طفحت كالجدرى، بثور تشوه وجه الكرة المصرية.

كل الحادبين على المواطنة الحقة فرحون بجرجس لاعبًا، ويتمنون مثله فى الملاعب، وإتاحة فرص حقيقية أمام الجميع تعتمد الموهبة حكَمًا، وتبتعد بمسافة عن العنصرية البغيضة التى تطارد المواهب المسيحية فى الملاعب المصرية.

هرمنا ونحن نسمع ونشاهد قصصًا محزنة جرت وقائعها البغيضة فى أندية كبيرة ولم تسلم منها أندية مغمورة، ضربتها العنصرية المقيتة، وابتليت بنفوس مريضة بالطائفية حرمت الملاعب من مواهب كل ذنبها أنها مسيحية.

وسمعنا طرفًا من قصص حزينة اصفر من حقدها العشب الأخضر، واستبعادات أحزنت إخوتنا، وحاول نفر منهم التعويض بتأسيس «أكاديميات كروية» على أساس طائفى، ما استنفر مشاعر وطنية مرهفة الحس الإنسانى، ولولا نفر من الحادبين على المواطنة لصارت قسمة ضيزى (قسمة ظالمة).

واشتعل الرَّأْسُ شَيْبًا حتى نرى مثل هذه اللقطة المضيئة فى الملاعب المصرية، ومنذ تألق كابتن مصر «هانى رمزى» فى الدفاع عن ألوان المنتخب الوطنى، وبعد اعتزاله، هبت ريح مسمومة على النوادى المصرية، وتحكَّم فى الاختيارات القاعدية فى صفوف الناشئين طائفة من المدربين يستبطنون عنصرية بغيضة، ويمنعون من المنبع المواهب التى تحمل أسماء مسيحية.. هنا يستوجب تحية الكابتن حلمى طولان على سعة أفقه، وذكائه، واحترافيته، ووطنيته.

أخيرًا وليس آخِرًا، جرجس مجدى يلعب فى الممتاز، يفتح الطريق سالكًا لنجوم آخرين يسهمون فى توكيد معنى المواطنة.

جرجس فى صفوف إنبى فأل حسن، الملاعب الكروية تقاوم أدران الطائفية، ويقينًا سنشهد تاليًا ظهورات بهيجة لإخوة الوطن فى الملاعب وتسعد بإبداعاتهم الجماهير، يكسب بهم الوطن واحدة من معاركه الكبرى، معركة المواطنة من أشرس معارك المستقبل.

لا أبالغ.. تجليس المواطنة بين الناس تحدٍّ خطير أمام وطن يتغير بجهد جهيد وبإرادة سياسية لا تلين فى مواجهة الطائفية. تجسيد المواطنة على الأرض الطيبة بقرارات فوقية يحتاح إلى تطبيقات شعبية قاعدية، إلى سيادة (فقه المواطنة الشعبية) فى الملاعب والساحات الشعبية فى النجوع الواعرة والقرى فى بطن الجبل التى ضربتها رياح الطائفية. المواطنة فى ملاعب كرة القدم تضمن فوزًا عريضًا للوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قولوا لجرجس مبروك قولوا لجرجس مبروك



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon