بقلم : حمدي رزق
أن تأتى متأخرًا خير من ألّا تأتى أبدًا، أتمنى على الإمام الأكبر، شيخ الجامع الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، أن ينهض داعيًا، من مشيخة الأزهر الشريف، إلى لقاء عالمى (قمة دينية) يجمعه وبابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، والقادة الدينيين فى العالم أجمع، وفى مقدمتهم البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ليصلوا معًا فى أرض السلام صلاة السلام، وليعلنوا على العالم دعوة محبة للناس جميعًا، وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ بأن الاحتراب ينتج الخراب، وليكن عنوان الرسالة: «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ» (المائدة/ ٢).
مصر لها، والأزهر فى مصر لها، ومَن لها غير الأزهر المصرى، عنوان الوسطية والاعتدال، وقبلة الغرب فى الشرق، والعالم بأكمله ينظر إلى المشيخة، وينتظر من شيخها الكبير الكثير لحقن الدماء التى ترهق تحت مظنة كاذبة، ودعاوى مكذوبة، وأباطيل تروج بين الناس زورًا وبهتانًا، منسوبة إلى دين الرحمة المهداة.. والرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، منها براء.
أطلبها من الإمام رسالة عالمية باسم مصر لأن مصر موطن السلام، وقائدها رجل سلام، وعنوانها: «ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ» (الحجر/ ٤٦).
وأعلم وقع مثل هذه الدعوة الطيبة فى عقل وقلب القيادة المصرية الرشيدة، سيُثمِّنها يقينًا من قِبَل الإمام، دعوة مصرية خالصة لوجه الله، يا لها من صورة حضارية مشرقة لمصر وهى تحتضن القادة الدينيين فى العالم، (ولو بالفيديو كونفرانس لظروف الجائحة)، ويخاطبهم الرئيس السيسى بمثل خطابه فى احتفالية المولد النبوى الشريف، ويوصيهم بالمسلمين والإسلام خيرًا.
أظنها دعوة لن يرفضها إلا جاحد، والطيبون كثر، وبابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، محب للإمام الأكبر، وعلى تواصل، وبينهما مودة تتحدث بها أدبيات الفاتيكان، اجتماعهما رحمة، والعجلة فى الدعوة محمودة: «أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ» (المؤمنون/ ٦١).
اتقاء شرور الشيطان ضرورة مستوجبة: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا» (الإسراء/ ٥٣)، لا يصح القعود عن مثل هذه رسالة للعالم، فى وقت تخرق الأذن فيه دعوات حرب دينية لن تُبقى ولن تذر، دعاة الحرب يتنادَوْن، ودعاة السلام ينتظرون رحمة من السماء، والدعاء إلى رب السماء: «اللهم يا أرحم الراحمين ارحمْنا، وإلى غيرك لا تَكِلْنا، وعن بابك لا تطردْنا، ومن نعمائك لا تحرمْنا، ومن شرور أنفسنا ومن شرور خلقك سَلِّمْنا».