بقلم : حمدي رزق
نتيجة للأعمال القتالية الباسلة للقوات المسلحة بمناطق العمليات، نال شرف الشهادة والإصابة ضابطان و٤ ضباط صف وجندى مجند في أثناء الاشتباك وتطهير البؤر الإرهابية. (من بيان القيادة العامة للقوات المسلحة).
شرف ما بعده شرف، الشهادة شرف، وجنود الوطن يستبطنون شرف الشهادة، ويتطلعون للشهادة، ويطلبونها فداء لوطن يستحق التضحية.
فارق ما بين السماء والأرض، بين المؤتمنين الرابضين على الحدود، الواهبين أرواحهم للوطن فداء والمتربصين بالوطن من سوّلت لهم أنفسهم خيانة العهود، لا خلاق لهم، ناس تستشهد في حب الوطن وناس تخون الأوطان، ناس تتزود بدعوات الناس الطيبة وتسألهم الدعاء وناس تستقوى بالسفارات الأجنبية وتسألهم التمويل..
ناس رائحة دمها مسك، وناس «معندهاش ريحة الدم»، رزقنا بخونة تِندب في عينيهم رصاصة، كانوا ولايزالون يختانون وطنهم في المخادع الغربية، ويجولون على السفارات الأجنبية ببضاعة مسمومة. ناس تطهر سيناء من الألغام والمتفجرات، وناس تفخخ تحت جدار الوطن، وتحفر في أساساته بغية الانهيار.
الشرف عنوان الشرفاء، والعار عنوان الخونة، لا يخجلون أبدا، جلودهم سميكة، ورقابهم تخينة، جُبلوا على الخيانة، ويتفاخرون بالخيانة، خيانة الوطن صارت بضاعة، يبيعون وطنهم بثمن بخس دولارات معدودة. فارق بين جندى مجند في حب مصر، وبين جندى مجند لخدمة أهداف الجماعة الإرهابية.
في زمن الشهادة يرسم الخونة مناضلين ومدافعين عن حقوق الإنسان، يحتل الجواسيس الشاشات، وتدافع عنهم الممثلات، وتُكتب عنهم وتترجم المقالات، الخيانة أصبحت وجهة نظر، والعمالة مشروع حقوقى، ناس تستشهد على الحدود حتى دون وصية أو رسالة أخيرة بعلم الوصول، وناس تبيع الوطن في الفسطاط الكبير.
أيام سودة، انقلبت المعايير، صار الاتصال بالسفارات الأجنبية ومدها بالتقارير المعلوماتية من الأعمال الحقوقية، الخونة راسمين أنفسهم مناضلين، وتحفهم السفارات الأجنبية بالحماية.
وتشوف الواحد منهم ديك منفوش، كأنه مبعوث العناية الأمريكية، وفرحان قوى ومزأطط بنجاح بايدن.. أخيرًا حصل على تمويل لمشروع الخيانة، آه لو لعبت يا زهر، الـ proposal جاهز، ومعنى proposal اِقتِراح، رَأى، طَرح، عَرض، مُبادَرَة، مُقتَرح، مشروع الخيانة مكتوب باللغات الأجنبية، وتبحث عن سابقة أعماله، خيانات متواصلة، لا يكف عن الخيانة، يعبّ منها، الخيانة كالماء المالح لا ترتوى منها أبدا، كل ما تعبّ تعطش لدماء المصريين.
دماء زكية، شجر الزيتون في سيناء يرتوى بدماء الشهداء، وجوه البلد وجوه كالحة ودماء مالحة، حيات تلتف على جُدر شجر الوطن، تمتص عصارته، تقتات على قيح جروحه، وتغتبط في مصائبه، وتدبج فيها تقارير بعلم الوصول لبرفيسور الخيانة القابع في لندن، يؤجرهم جيدا، مرحى مرحى.