بقلم : حمدي رزق
إذا كان الوباء يمنع التزاور يوم العيد، فكل من له جار مسيحى، ينهض من فوره، ويتصل، ويقوله بكل الحب، وعلى طريقة الشحرورة صباح، كل سنة وأنت طيب يا راجل يا طيب، ياللى عمرى معاك كان أحلى من الشهد المدوب.. يا راجل يا طيب.
كل من له صديق مسيحى لا يمرر ليلة العيد دون مرور لطيف كالطيف، ويقوله كل سنة وانت طيب يا راجل طيب، يا عشرة العمر الجميل.
وعلى البعد أقولها، كل سنة وأنتم طيبون، للأحبة، وللأصدقاء، والخلان، وهم كثر.. كل سنة وأنت طيب أقولها للناس، للطير.. للشجر، لكل الدنيا، المحبة نعمة مش خطية، الله محبة، الخير محبة، النور محبة.
قلها لأخيك بمحبة، بصدق نابع من قلب مفعم بالخير، قلها ولا تخشاش ملام.. حلال التهنئة ولا حرام، وأكثروا من المعايدات والتهانى والتبريكات، ارفدوا نهر المحبة بماء المحبة دافق من قلوب تحب الحب فى أهله، النهر جاف والناس عطشى لكلمة محبة، ومعلوم شعبيًا قرب حبة تزيد محبة.
الله سبحانه وتعالى يأمركم بالمحبة، الله محبة، والرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، المحب لكل البشر يوصيكم بالمحبة، يوصيكم بقبط مصر، «فاستوصوا بالقبط خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا».
يبادرنى الصديق المحب الدكتور «نادر رياض» مبكرًا بتهنئة قبل العيد، قبل كل الأعياد بتهنئة راقية، دومًا سباق بالخير، واجب مستوجب علينا يا دكتور، كل سنة وأنت طيب، وكأنه ينبهنى إلى حلول الأعياد، وتعودت أهنئ إخوتى، كل باسمه ليلة العيد، ليلة القداس، أشاركهم الفرحة تغمر البيوت الوادعة، ففى القلب والحمد لله مخزون محبة يكفى كل الأحبة.
مستوجبة التهنئة سيما فى زمن الوباء، تخفف على الناس، تغير طعم البيوت، عيد الميلاد غبطة وسرور ونور، لا يطفئه سوى المرجفين، بالله عليكم كيف تدق أجراس عيد الميلاد تبشر بالسلام، «.. وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» (لو ٢/١٤).
وتصم أذنيك عنها، ولا تبتهج بيوم مولد المسيح، والقرآن الكريم يقول: «وَالسَّلَامُ علىّ يَوْمَ وُلِدتُّ...» (مريم/ ٣٣)، يوم ولدت نصًا قرآنيًا لا يَأْتِيهِ الباطل، وصية من رب السموات والأرض، الله محبة.
كل سنة وأنت طيب ليست مجرد تهنئة عابرة، بل محبة خالصة، ونشر المحبة يقضى على فيروس الكراهية، الناس مفطورة على المحبة، فلا تلوثوا فطرتهم بفقه الكراهية، وتقسموا البشر، هذا مسلم وهذا مسيحى.. إذًا فى قلبك مرض، ارحمنا واعتزلنا فى عيد الميلاد، كف أذاك عنهم، لا تبتدرهم بالكراهية، مرة نحتفل فى العيد دون تنغيص على المسيحيين.
أغبطوا إخوتكم فى عيدهم، أدخلوا الفرحة عليهم والسرور، يباتوا فى حبور، ليس هناك تهنئة أحب للمسيحى من تهنئة جاره، وصديقه وخليله، إذا لم تبادر بالمحبة فى العيد متى تعبر عن محبتك، خير البر عاجله، تواصلوا، تحابوا، «وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ».