توقيت القاهرة المحلي 14:42:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فوضى!!

  مصر اليوم -

فوضى

بقلم : حمدي رزق

أعلاه «فوضى»؛ اسم مسلسل تلفزيونى إسرائيلى (٤٨ حلقة) يتناول قصة وحدة إسرائيلية سرية تسمى «مستعرفيم» (المستعربون)، تنفذ قواتها مهمات خاصة وسرية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وهى تتنكر كالعرب تماما. عرض المسلسل لأول مرة فى (2 ديسمبر 2016)، ولا يزال يحظى بمشاهدة كثيفة على Netflix (شركة ترفيهية أمريكية). يندرج تحت مسمى «سينما إسرائيل» التى تفتخر بوحدة من المستعربين يخترقون الضفة وغزة متنكرين فى ملابس وهيئات وأسماء عربية ويتحدثون العربية كأهلها.. الفوضى العارمة التى أحدثتها المخابرات الإسرائيلية (موساد) فى الضاحية الجنوبية فى بيروت (ضاحية حزب الله) لا تذهب بعيدا عن أحداث المسلسل الشهير «فوضى».

نفس الأحداث، بالتفاصيل، لعمليات الاختراق، والتنصت، والحركة على الأرض، موساد اخترقت البنية المعلوماتية لحزب الله، وتمكنت من اصطياد صقوره فى أعشاشها. فوضى حدثت، ولا سبيل لإنكارها أو تسفيهها، جد كلفت الحزب غاليا من قيادته فى المستويات العليا والقواعد الحركية، شهداء الحزب فى المستوى القيادى، فؤاد شكر وإبراهيم عقيل، تتحدث عن أرقام صعبة فى «هيراركية» الحزب، البناء التنظيمى وتسلسل القيادة، تقريبا العتبة التالية للقيادة، السيد حسن نصر.

من يعرف الضاحية الجنوبية جيدا، وقد زرتها لمرات فى سنوات مضت، من «حارة حريك» وحتى «حى الجاموس»، عليه أن يفكر مليا كيف اخترقت موساد ضاحية كل ما فيها ينطق باسم حزب الله، وصور آية الله الخومينى تظلل حاراتها، والحركة فيها مرصودة من أعين الحزب المفتوحة عن آخرها، وقواعده الشعبية تتحسب لغريب. لا يدخلها من الغرباء إلا المأذون لهم، ما يجعل مهمة الاختراق شبه مستحيلة.. لكنها للأسف حدثت مرارا فى العام الأخير بعد «طوفان الأقصى».

أخطر من الاغتيالات المزلزلة للحزب، اختراق البنية المعلوماتية الصلبة، وهذا يكلف الحزب كثيرا، منعة الحزب كانت قائمة على جدار حديدى مانع للتسريب المعلوماتى، كيف انهار هذا الجدار المصمت إذ فجأة؟!. كيف تمت وتتم الاختراقات تواليا، يبدو أن «وحدات المستعربين» نشطت فى البيئة الشعبية الحاضنة للحزب، ونصبت أكمنتها على الأرض تصيد الصقور التى لطالما حلقت عاليا بعيدا عن شبكات التجسس الإسرائيلية.

مسلسل «فوضى» يفكك اللغز الذى استعصى على المحللين العسكريين فى الاستديوهات التحليلية للاختراقات المعلوماتية التى نفذت منها «موساد» لتنفيذ عملياتها القذرة فى الضاحية الجنوبية.

نفس منهج الاختراق الأرضى (البشرى) مدعوما بتكنولوجيا متقدمة، تستخدم تقنيات حديثة، تعتمد نسقا سيبرانيا متقدما توفره المخابرات الإسرائيلية والأخرى الصديقة فى السموات التى تظلل الضاحية.

ظهر حزب الله بات مكشوفا، وظهيره الشعبى مخترقا، وهذا لعمرى خطير، وغربلة الضاحية من الجواسيس باتت مهمة شبه مستحيلة، الشكوك تراوح مكانها، والكل يتلفت يمينا ويسارا حذر الجواسيس المستعربة، ترتدى مسوحا عربية، وتتحدث اللهجة اللبنانية، وتتحرك من حارة إلى حارة. «حرب الجواسيس» اسم مسلسل مصرى شهير، حرب الجواسيس فى الضاحية الجنوبية جاوز خيال المؤلفين، خيال ما يجرى فى الضاحية، اختراقات معلوماتية من الوريد للوريد، فوق الأرض حيث كان القائد «فؤاد شكر» وتحت الأرض حيث كان القائد «إبراهيم عقيل»!!.

الحزب المقاوم يلزمه بعض الوقت لترميم بنيته المعلوماتية الأساسية بعد تفجيرات «البيجر»، و«الووكى توكى»، ولا يملك رفاهية الوقت تحت وطأة ضربات استخباراتية متتالية لا تترك مساحة للتنفس، أو للحركة.

السيد حسن نصر الله الأمين العام للحزب اعترف بالخسارة (الكبيرة)، ووعد برد من حيث يحتسبون أو لا يحتسبون، وهذا ما لم يرد ذكره فى المسلسل الإسرائيلى «فوضى».. على نصر الله أن يعاين الفوضى فى بنيته المعلوماتية أولا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوضى فوضى



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon