بقلم - حمدي رزق
ونحن فى شغل بالحرب على غزة، أعلنت شركة «Cheiron» عن كشف بترولى جديد فى منطقة امتياز «جيسوم- طويلة/ غرب» فى خليج السويس، وتحديدًا بالبئر الاستكشافية جيسوم الشمالى (GNN-11) بحجم إنتاج إجمالى يصل إلى ٢٣ ألف برميل يوميًّا.
اللهم زِدْ وبارك، تفاؤلًا، إنتاج مصر من الزيت الخام والمتكثفات سيتجاوز ٢٢٥ مليون برميل بنهاية العام الجارى، مقارنة بنحو ٢٠٤.٥ مليون برميل العام الماضى.
طاقة نور، مثل هذه الأخبار السارة لا تروج أبدًا فى الفضاء الإلكترونى، ويغمى عليها الأشرار، معلوم سوق الكانتو، سوق الفضلات الإلكترونية لا تسع بضاعة جيدة، الباعة يتكالبون على بضاعة الشر، وهى رخيصة رخص مَن يبضعونها ويقتحمون بها شاشات الموبايل.
للأسف لم يعد هناك فى الذاكرة الإلكترونية متسع لأخبار طيبة، لا يلفتنا خبر مثل الاستكشاف الجديد، مقدمة اكتشافات بترولية واعدة، وكأنه اكتشاف غريب فى بلاد بعيدة، فى فنزويلا أو البرازيل.. تخيل هذا الخبر طالعته على شاشة BBC البريطانية!!.
لست خبيرًا بتروليًّا لأقف على طبيعة وحجم الاكتشاف البترولى، ولكن الخبر مثل شعاع نور فى ظلام يغشى الفضاء الإلكترونى، بشرة خير، وتفاءلوا بالخير تجدوه، والمعنى وارد فى الحديث الشريف.
يُحزننى تجاهل الخبر إلكترونيًّا، مقارنة بالحملة الضارية المُجيَّشة تجييشًا على حقل «ظهر الغازى» فى البحر المتوسط، إبان أزمة تخفيف أحمال الكهرباء، وكم من الفبركات التى سوّدت الشاشات فى أعين الطيبين، وكأن الحقل خرج من الخدمة، وقال مأفون يزعم أنه خبير بترولى، اسم الله: «المَيّة المالحة ضربت فى الحقل، فملّحته».. إلهى تترمى فى ملاحة، وتِتْمَلّح فى المالح!.
نموذج الخبر أعلاه، خبر الكشف البترولى، وتجاهله حتى مصريًّا، يؤكد ما لا يحتاج توكيدًا أن روحًا شريرة تلبّست الفضاء الإلكترونى، تنتعش بالأخبار السوداء، وتقتات على السواد، وتترعرع فى الأسواق السوداء، وكلما اسودت أخبارها راجت بضاعتها، ينكشون على الأخبار السوداء بمنكاش فى كومة من قمامة المنصات الإخوانية.
«الرسكلة» مصطلح توليد من (recycle) بمعنى إعادة تدوير المخلفات، هكذا توصف الحالة على المنصات الإلكترونية المعادية، يعيدون تدوير مخلفات المنصات الإخوانية العقورة، تنتج بضاعة مضروبة، ولكن تجرى إعادة تدويرها بين الناس الطيبة وتلقى رواجًا.
الإخوان تخصص تدوير فضلات، الرسكلة صناعة إخوانية رائجة، يقتاتون على المخلفات، ينبشون صناديق القمامة، يجمعونها صلبة وسائِلة لتدويرها فضائيًّا وإلكترونيًّا، وتحويلها إلى سموم مصنعة كما اللحوم المصنعة توجع البطون، وتسمم الأبدان، تستوجب الغسيل المعوى من فرط السمية.
النبّاشون، جامعو القمامة، المطلوقون لاصطياد (اللقطة) يعيثون فى صناديق القمامة نبشًا، يلتقطون من بين أكياس القمامة صورة، لقطة، خناقة، كلمة طائشة، ليُعيدوا تدويرها فى ماكينات استخباراتية خبيثة لإنتاج مواد خام للاستخدام السياسى الفاسد، كالأسلحة الفاسدة.
تفاقم كمية النفايات الإخوانية فى الفضاء الإلكترونى يستوجب يقظة من مراكز الاستشعار الوطنية، عمليات الدفن والحرق قد تكون ناجزة، تقريبًا الجماعة ذاتها دُفنت بعد حرقها، ولكنها ليست كافية لتطويق إنتاج وحدات النفايات الإخوانية، أقصد الخلايا النائمة.