توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حذاء شامبليون!

  مصر اليوم -

حذاء شامبليون

بقلم - حمدي رزق

تلقيت رسالة حزينة من د. يحيى نورالدين طراف يستوجب إطلاع الرأى العام المصرى عليها، ولكى نسمع تفسيراً من مسؤولينا المعنيين ووزارة خارجيتنا لهذا القبول والتسليم بالتجاوز المهين فى حق ملك مصر وحضارتها، وليت مسؤولاً فرنسياً يهمه أمر الفرنسيين وفرنسا فى نظرنا نحن المصريين يقرأ الرسالة، فيبرر لنا هذه الصفاقة غير المسبوقة بين الشعوب.

صورة عرضت لى مصادفة، هى لتمثال تعرضه فرنسا فى فخر واعتزاز، فى فناء إحدى أعرق جامعاتها، أعتقد جامعة Collège de France التى تأسست عام 1530، وربما جامعة السوربون، من أعمال المثال الفرنسى الشهير «فريدريك بارتولدى» الذى نحت تمثال الحرية الشهير القائم فى مدخل مدينة نيويورك. التمثال الذى تعرضه فرنسا يمثل عالم المصريات الفرنسى الشهير شامبليون، يطأ بحذائه رأس فرعون مصر الملك تحتمس الثالث!!!!.

ولقد فوجئت وفُجعت لهذه المهانة البالغة لملك مصر ولحضارتها، مما لم أكن لأتخيل أو لأتصور وجود مثيل لها. وقيل فى تبرير هذا التصوير للتمثال، إنه تعبير عن قيام شامبليون بقهر أستار وغموض الحضارة المصرية القديمة وحل ألغازها، بعد تمكنه من فك طلاسم حجر رشيد!!. ولاشك أن شامبليون قد فعل ذلك، وفتح الطريق لمعرفة تاريخ وأسرار الفراعنة ومصر القديمة. ولقد عرفت له مصر هذا الفضل واعترفت به، فكرمته بما يليق به، وتلك كانت شيمتنا دائماً.

لكن على صعيد آخر، هل لم يجد الفرنسيون وسيلة أخرى لتكريم وتخليد إنجاز عالمهم إلا بتصويره يطأ رأس الملك تحتمس الثالث فرعون مصر العظيم بحذائه؟ وماذا يعنى تصوير شخص يطأ بقدمه رأس ملك، فى كل ثقافات العالم ولغاته، إلا إهانة هذا الملك وبلده؟

الحقيقة أننى لم أكن أعلم بوجود مثل هذا التمثال معروضاً على وجه البسيطة، فما بالك بفرنسا؟ ولقد تدافعت إلى ذهنى فوراً أنباء مساعى فرنسا الحثيثة التى ما انفكت تبذلها منذ سنين لإعادة تنصيب تمثال «فرديناند ديليسبس» فوق قاعدته فى مدخل قناة السويس ببورسعيد، وكان شعب بورسعيد هو الذى اقتلع التمثال من فوق قاعدته، وليس الحكومة المصرية، فى ١٩٥٦، لأنه وجد فيه رمزاً للاحتلال وللخيانة.

فتعجبت لجرأتهم فى مطلبهم هذا! وتساءلت: بأى وجه وبأى قلب يريد الفرنسيون إعادة وضع تمثالهم فوق قاعدته بمدينة بورسعيد، وهم يعرضون لديهم تمثالاً يطأ صاحبه رأس فرعون مصر بقدمه؟ وكيف بلغ بهم التعالى والاستكبار علينا هذا المبلغ الذى أنساهم أنفسهم، وما هذا الصلف وما هذه العنصرية؟

وليس يغيظنى ويدهشنى أكثر، وقد علمت بأمر تمثال شامبليون، من وجود مصريين من مواطنينا بنى جلدتنا، يؤيدون إعادة تمثال ديليسبس فوق قاعدته، وهم عالمون بأمر تمثال شامبليون فى فرنسا، فضلاً عما يمثله ديليسبس من خيانة وسخرة واحتلال، دفعت الشعب الأبى فى 1956 لإنزاله من على منصة لا يستحقها، فأين كرامة هؤلاء ونخوتهم المصرية؟ وأين مسؤولونا من التمثال الذى تعرضه فرنسا، وكيف سكتنا على حذاء شامبليون يطأ به رأس ملكنا العظيم، وإلى متى يستمر سكوتنا؟

والله كان يجب على مصر أن ترد رداً قوياً من قديم، وتعاملهم بالمثل، فتعيد تمثال ديليسبس فوق قاعدته كما يريدون فى مدخل قناة السويس، لكن مع إضافة تعديل- لن يعيى مثالينا عمله- يمثل مصرياً يطأ رأس ديليسبس بحذائه، فيراه العالم أجمع على هذه الصورة. أو نعيد إليهم تمثالهم ليتصرفوا فيه كما يشاءون، فمصر ليست أرضاً لتكريم الخونة.

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حذاء شامبليون حذاء شامبليون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon