بقلم : حمدي رزق
ناهيك عن طيب الذكر الملاكم الفنان محمود فرج، الشهير بـ«محمود مجانص»، لروحه السلام، معلوم في بحر العلوم الإنسانية «ميبقاش على المداود غير شر البشر».
البحث المعمق في معاجم وتراجم اللغة العربية الفصحى عن وصف «مجانص» الذي اتصف به من هو «عدو المرأة»، ولا داعى لذكر اسمه، البحث يحيلك إلى معان بعيدة عن الصورة الذهنية التي يشيرها «مجانص» بين فانزه وأولتراسه، المغيبين في لذة كلامه المحلى بكريمة دينية رقيقة، يهتبل الرقائق، ويلوكها كالعلكة، اللبانة، ويتشدق بها باعتباره فقيها، ارتقى المنبر في غفلة، وصار نجما إلكترونيا يشار إليه.
أصل مجانص، الإِجْنيِصُ، وقَال ابنُ الأَعْرَابِى: هُوَ مَنْ لا يَبْرَحُ مِنْ مَوْضِعِه كَسَلًا، وهُوَ الكَهَامُ الكَلِيلُ النَّوّامُ كثير النوم، وقِيلَ هُوَ الفَدْمُ الَّذِى لا يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ، وقَالَ في وصفه مُهَاصِرٌ النَّهْشَلِى شعرًا: «باتَ عَلَى مُرْتَبَإٍ إِشْخِيصِ/ لَيْسَ بَنوّامِ الضُّحَى إِجْنِيص».
أسهل من معجم لغة «الضاد»، لغة «الجيم» سهلة الهضم، مجانص من لزوميات الجيم بتعطيش الجيم، ولزوميات «الجيم» فانلات بحملات لتبين المجانص، أو تشيرتات ألوان كالتى يشتهر بها «عبده مجانص» يفضل الأخضر الزرعى، والبنفسجى المبربر، والفحلوقى الزاعق على بحلقى، ما يسيل لعاب المعجبين، لطيف مجانص وهو يبرز مجانصه طلبا للايكات، اللهم قوِ إيمانك.
في فقه الجيم «بنج» بتعطيش الجيم تعنى تمرين عضلة الصدر، أما «الباى» ليست للوداع، ولكنها العضلة الأمامية في الذراع، والتراى فهى تمرينة عضلات الذراع العليا، عضلة بثلاثة رؤوس، ولذلك يطلق عليها «التراى»، والترابيس ليست للأبواب، ولكنها «ترباس» تحديدا العضلة التي تصل بين الكتف والرقبة.. أما المجانص فهى عضلة تقع على جانبى الظهر أو في المنطقة أسفل الأكتاف، فيسمى صاحبها إلكترونيا «عبده مجانص».
الْفِقْهُ لغويا، الْفَهْمُ للشىء والعلم به، وفهم الأحكام الدقيقة والمسائل الغامضة، وهو في الأصل مطلق الفهم، وغلب استعماله في العرف مخصوصا بعلم الشريعة.
والسؤال: ما علاقة الجيم العضلى بالفقه الشرعى؟ بالأحرى، ما علاقة عبده مجانص بالفقه؟ أحيلكم إلى مشهد عبقرى في فيلم «إسماعيل يس في البوليس الحربى»، ومجانص «الواشى» ينافق الشاويش عطية، ويشرب حلة المية الوسخة ويتلذذ بأنها مرق وفيها بهاريز رطلين لحمة!