بقلم : حمدي رزق
أجمل حاجة فى منير أنه لا يتحدث عن المرض، والتعب، والألم، فى تعبه دومًا مرتاح، وفى مرضه حاسس بالقوة، وفى ألمه منتعش الروح، منير يمنحك أملًا، ومذاكر كتاب الأغانى، ولسه الأغانى ممكنة، وحافظ دوره، يقول فى حواره مع المتميزة هالة نور، «ده دورى، زى الجواهرجى أنقش الحاجة لغاية ما أجيب حاجة حلوة أقدمها فى ألبومى الجاى، رقة الكلام والجرس الموسيقى اللى فى الكلام رائع، وبسأل نفسى الحاجات الجميلة دى إزاى بتستخبى».
وضع يده المعروقة على الكلمة الحلوة، جواهرجى، صنعة ناقصة فى السوق، أخشى انقراض طائفة الجواهرجية، أيديهم تتلف فى حرير، عيون خبيرة، تقع عينها على الجمال، تنظم الحروف فى عقد ترقص حباته على موسيقى الروح، أغانى منير تخاطب الروح، تلمس شغاف القلوب، تعزف على أوتار النفوس، لا يتركك منير تذهب بعيدًا عن شاطئه.
أجمل ما فى الحوار الفقرة التى يقول فيها: «الحمد لله لدىّ القدرة أن أصبغ الأغانى بشكلى وملامحى، وأنا فرحان بنفسى فى الألبوم، لأنى قمت بأدائه بشخصية محمد منير».
فرحان بنفسى، الله عليك، حقك تفرح، وتملأ الدنيا فرحًا، بشكلك وملامحك وصمودك وإبداعك وفنك، وحاجات تانية كتير لا يعرف الكثير عن روعتك الإنسانية، منير إنسان قبل أن يكون فنانًا.
كده اطمأنيت على منير، حالة التجلى الفنى التى بات عليها منير تسعدك، عايش فنه، متوفر على كلمات شابة، وأخرى متجددة، يجتذب حوله جماعة من المبدعين الشباب، يمدونه بكلمات تطيل من عمره، عمر منير لا يُقاس بالسنوات، لسه شباب، ولكن بديمومة الإبداع، باختيارات راقية، بفهم عميق لرسالة الفن، مهموم بحب الوطن، وآلام الناس، أغانى منير من مضادات الاكتئاب، تسمعها تخرجك من الكآبة الكابية، تسبح معه فى بحار النور، قلبك يرقص، ومزاجك يعتدل، ويترك فى ثمالة الكاس بعضًا من مرح.
منير حالة تستأهل التوقف هنيهة لتبين من أين لهذا الحجر الكريم كل هذا اللمعان، إن غاب عنا لعارض استوحشناه، من الوحشة، وإن طل علينا فتحنا له القلوب، عابر للأجيال، الجيل الإلكترونى ينافس جيل «الراديو الخشب» على محبة منير، تقريبًا الأغنية الوحيدة التى تخاطب الآن ذائقة الأجيال تباعًا أغنية منير، لم ينفصل عن جيله بل ضم إلى جيله أجيالًا، نظمهم جميعًا فى حب الوطن، والتغنى بمفرداته، مفردات منير متعة، كالشيكولاته الغامقة.. تمنحك قدرًا من السعادة لا تُضاهى.
حمدًا لله على سلامتك، ومشتاقون لسماع «مسألة سن» بصوتك، انقش لنا حاجة حلوة، منير يملك «منقاش الكحك» ينقش «كحك بسكر» فى أعياد الوطن الجميل.