توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذراع الضابط صلاح حسني

  مصر اليوم -

ذراع الضابط صلاح حسني

بقلم : حمدي رزق

ضابط الشرطة البطل، الرائد صلاح حسنى، كان أيقونة احتفال عيد الشرطة، وقف وقفة بطل أمام الرئيس، وقفة شامخة، وطفق يروى الحكاية، حكاية بطل من مصر. كانت قوات الأمن تتفقد الأماكن لتأمينها، فى مركز «أبوكبير» بمحافظة الشرقية، وقع انفجار رهيب، كان الرائد صلاح حسنى (يومها كان على رتبة النقيب) مرابطا فى الخدمة كالأسد.

الانفجار أطاح بذراعه اليمنى، ووسط اللهيب والنار والدمار والدماء والأشلاء، حمل ذراعه اليمنى بعدما قطعت إثر الانفجار بذراعه اليسرى وسلاحه لم يفارق كتفه، وأصر على مواجهة العناصر الإخوانية التى باغتتهم بإطلاق نار كثيف.

ووسط المواجهة الشرسة سمع صوت فتاة صغيرة خائفة تجرى مرعوبة فى الشارع (الطفلة صابرين) كادت تصيبها الطلقات، فأخذها فى حضنه وهو يحمل ذراعه، بعيدا عن موقع الانفجار، ودخلا «سوبر ماركت» خوفًا على الطفلة من أن تصاب بالرصاص.

سأله ابنه فين ذراعك، فين حضنك، مش هتشلنى على كتافك، همس فى أذن الصغير، ذراعى فداء مصر، حميت بها طفلة مصرية فى سنك، احتضنتها، فيسأله الصغير على فطرته، وهتحمى مصر إزاى دلوقتى، رفع ذراعه اليسرى لأعلى فى قوة وتصميم، مشيرا للشعب كله، أحميها بروحى ودمى.

الرائد صلاح نموذج ومثال على بطولة رجال الشرطة المصرية، وشاهد حى على التضحية والفداء، وسجل أبطال الشرطة حافل بآيات الفداء، منذ شهداء الكرامة الوطنية فى خط القنال من ٦٩ سنة وحتى ساعته وتاريخه سلسال الأبطال لم ينقطع، أحفاد شهداء من ظهر أجداد شهداء، فى مصر يورثون روح الشهادة من جيل إلى جيل تسرى فيهم جينات الشهادة.

ما شاهدناه فى الاحتفال المهيب، طرف من قصة الأمس، شهيد يودع شهيدا، ولو كتبنا نكتب مجلدات، ولو سجلنا لامتلأت الصفحات بالفخار، كل شهيد قصة وحكاية ورواية تروى على الربابة لتحفظها الأجيال.

الشرطة المصرية فى عيدها تقدم أرواح شهدائها شاهدا ودليلا على عظمة التضحيات، وكل عيد هناك مزيد من الشهداء، مواكب الشهداء من الجيش والشرطة تتعانق فى حب الوطن، حب الوطن فرض عليه/ أفـديه بروحـى وعنيه، ليست أغنية ولكنها حقيقة مجسدة على الأرض، دماء زكية رويت بها أرض طيبة.

ذراع الرائد صلاح حسنى دفنت، يقينا يعرف مكانها ويحن إليها، جزء من جسده، ولكنه حى يرزق يواصل مهمته المقدسة، هكذا رجال الجيش والشرطة، كل منهم مشروع شهيد، و«مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا..». (الأحزاب/ ٢٣).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذراع الضابط صلاح حسني ذراع الضابط صلاح حسني



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon