بقلم : حمدي رزق
كشفت قضية «سيدة الكرم» عن أجمل ما فى الشعب المصرى، التّـوق للعدالة، التعاطف الجارف مع أمنا «سعاد ثابت» كان إنسانيًا مصريًا خالصًا، لم يتخلف عن دعمها مصرى بما تيسر حتى ببوست على الفيس.
إذ فجأة، اختفت رائحة الطائفية البغيضة، تسابق على تقبيل رأسها الجميع، ولم يتخلف عن الواجب إلا من فى قلوبهم مرض، أقصد الإخوان والسلفيين، وهؤلاء طائفيون بالسليقة، عنصريون بالفطرة، لا يسلم عليك حتى ينظر فى رسغ يدك بحثًا عن الصليب الأزرق.. ليزوم كالزوامة، ويمط بوزه شبرين ويستعيذ ويستغفر.
مصر فى قضية الست سعاد بدت متألقة، منورة بأهلها، منسوب الإنسانية يؤهلها لعصر المواطنة المرتجى، المسلمون أصابتهم الحسرة والحزن والوجع كالمسيحيين، ذاب الكل فى واحد، وعادت روح المواطنة تطل بوجه مضىء على الخلايق، سجلوا جميعا إلا الإخوان والسلفيون لوحة من لوحات المواطنة الشعبية، فقه المواطنة متجذر فى الجذور الطيبة التى لم تفسدها مياه الصرف الإخوانية، ولا مبيدات السلفية التى حرقت الورق الأخضر على أغصان شجر الوطن.
قضية «سيدة الكرم» يبنى عليها لنصرة سيدات مصر، كيف اجتمع المصريون على نصرة سيدة لا تملك من أمرها شيئًا، سيدة بـ«ملس أسود» استخرجت من الآبار المصرية التى كادت تجف مياهًا عذبة تروى العطشى إلى ما يرد الروح المصرية..
عودة الروح عنوانًا لمصر الجديدة، مصر القديمة/ الجديدة قبل الهبوب، عصر الجراد الصحراوى الذى حرّف المزاج المصرى، وتغذى على الهوية، وتعصب للجماعة، وقعد عن تحية العلم، ولم يحفظ نشيد الصباح، ولم يصبح على الورد اللى فتح فى جناين مصر، أقسموا ليصرمنّها مصبحين ولا يستثنون.
ستر السيدة سعاد بملاية الوطن الدافية خير وعافية، نوبة وعى بالمواطنة يستحب تجليتها، ومدها بأسباب الانتعاش، الزهور الندية تنبت بين الصخور، تلوّن جبل الحياة بألوانها الزاهية، تنفث فى الجرود رائحة عبقة تعين على الحياة.
ستر الست سعاد ستر لأمهاتنا، وتطييب خاطرها فرض عين، واستنهاض روح المواطنة واجب مستوجب، وتسييد فقه المحبة من الموجبات الوطنية، وحصار فقه الكراهيه واجب دولة، وكبح الطائفية بالقانون، وآخر داء الطائفية الكى..
واقعة الست سعاد كاشفة، الأرض التى تمشى عليها طيبة، أرض مصر طيبة، وشعب طيب، وناس لم تعرف الطائفية إلا مع الهبوب الصحراوى، يا له من هبوب يلفح الوجوه يشويها برماله الساخنة، لكنه عند النهر يتوقف، يتبدل، مياه النهر الخالد ينبعث منها نسيم عليل يرد الروح.. بردًا وسلامًا على مصر إن شاء الله