توقيت القاهرة المحلي 04:58:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

درس الست سعاد

  مصر اليوم -

درس الست سعاد

بقلم : حمدي رزق

كشفت قضية «سيدة الكرم» عن أجمل ما فى الشعب المصرى، التّـوق للعدالة، التعاطف الجارف مع أمنا «سعاد ثابت» كان إنسانيًا مصريًا خالصًا، لم يتخلف عن دعمها مصرى بما تيسر حتى ببوست على الفيس.

إذ فجأة، اختفت رائحة الطائفية البغيضة، تسابق على تقبيل رأسها الجميع، ولم يتخلف عن الواجب إلا من فى قلوبهم مرض، أقصد الإخوان والسلفيين، وهؤلاء طائفيون بالسليقة، عنصريون بالفطرة، لا يسلم عليك حتى ينظر فى رسغ يدك بحثًا عن الصليب الأزرق.. ليزوم كالزوامة، ويمط بوزه شبرين ويستعيذ ويستغفر.

مصر فى قضية الست سعاد بدت متألقة، منورة بأهلها، منسوب الإنسانية يؤهلها لعصر المواطنة المرتجى، المسلمون أصابتهم الحسرة والحزن والوجع كالمسيحيين، ذاب الكل فى واحد، وعادت روح المواطنة تطل بوجه مضىء على الخلايق، سجلوا جميعا إلا الإخوان والسلفيون لوحة من لوحات المواطنة الشعبية، فقه المواطنة متجذر فى الجذور الطيبة التى لم تفسدها مياه الصرف الإخوانية، ولا مبيدات السلفية التى حرقت الورق الأخضر على أغصان شجر الوطن.

قضية «سيدة الكرم» يبنى عليها لنصرة سيدات مصر، كيف اجتمع المصريون على نصرة سيدة لا تملك من أمرها شيئًا، سيدة بـ«ملس أسود» استخرجت من الآبار المصرية التى كادت تجف مياهًا عذبة تروى العطشى إلى ما يرد الروح المصرية..

عودة الروح عنوانًا لمصر الجديدة، مصر القديمة/ الجديدة قبل الهبوب، عصر الجراد الصحراوى الذى حرّف المزاج المصرى، وتغذى على الهوية، وتعصب للجماعة، وقعد عن تحية العلم، ولم يحفظ نشيد الصباح، ولم يصبح على الورد اللى فتح فى جناين مصر، أقسموا ليصرمنّها مصبحين ولا يستثنون.

ستر السيدة سعاد بملاية الوطن الدافية خير وعافية، نوبة وعى بالمواطنة يستحب تجليتها، ومدها بأسباب الانتعاش، الزهور الندية تنبت بين الصخور، تلوّن جبل الحياة بألوانها الزاهية، تنفث فى الجرود رائحة عبقة تعين على الحياة.

ستر الست سعاد ستر لأمهاتنا، وتطييب خاطرها فرض عين، واستنهاض روح المواطنة واجب مستوجب، وتسييد فقه المحبة من الموجبات الوطنية، وحصار فقه الكراهيه واجب دولة، وكبح الطائفية بالقانون، وآخر داء الطائفية الكى..

واقعة الست سعاد كاشفة، الأرض التى تمشى عليها طيبة، أرض مصر طيبة، وشعب طيب، وناس لم تعرف الطائفية إلا مع الهبوب الصحراوى، يا له من هبوب يلفح الوجوه يشويها برماله الساخنة، لكنه عند النهر يتوقف، يتبدل، مياه النهر الخالد ينبعث منها نسيم عليل يرد الروح.. بردًا وسلامًا على مصر إن شاء الله

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس الست سعاد درس الست سعاد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon