توقيت القاهرة المحلي 12:23:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأستاذ عباس الطرابيلي

  مصر اليوم -

الأستاذ عباس الطرابيلي

بقلم : حمدي رزق

لو كانت «الطيبة» لها عنوان لكان الأستاذ عباس الطرابيلى، رجل طيب، قلمه خَيِّر، كثير الخير، كريم، سخىّ، جواد، يفيض بالخير ولا يستبطن شرًا، لم يُضبط يومًا متأبطًا شرًا، على الدوام سطوره طيبة عطوف متسامحة، وإذا ما احتَدَّ حلمه أقرب من غضبه، وغضبه قريب، ودمعته أقرب إلى مقلتيه.

كاتب كتوبة، كاتب محترم، يحترم الكبير ويعطف على الصغير، وذواقة رفيع الذوق، وأستاذ صحافة من الجيل الذى يحترم المهنة، ويُمسك بجمرها، وواجف عليها، ويحنو على شبابها، ويحفز فرسانها، ويُجلّ شيوخها، وهو الشيخ المقدر بين المحبين.

ألف سلامة عليه، كورونا التى حاربها بقلمه تسللت إلى رئتيه، سقط فى براثن فيروس لا يرحم شيخًا ولا طفلًا، ربنا الشافى المعافى، أستاذنا فى أمس الحاجة إلى الدعاء والصلاة، الدعوات تحيط بسريره فتُكسبه مناعة ضد كورونا، جميعًا نحتاج إلى خالص الدعاء فى مواجهة الوباء.

أملى فى الله موصول أن ينجيه ويشفيه، الأستاذ عباس حالة إنسانية مدهشة، ولم يفقد دهشته تجاه ما هو مكتوب أو منشور، معلوم الصحفى إذا افتقد الدهشة تحولت حروفه إلى قش خالٍ من الروح، وحروف الأستاذ عباس معبرة تمامًا عن روحه الطيبة، من ألف مقال تُميز مقالات الأستاذ، له نكهة مميزة، ومقالاته السياسية مُضمَّخة بطيب الوطن.

أما مقالاته «المطبخية» فحدِّث ولاحرج، لها رائحة لذيذة، عامرة بما لذ وطاب من أطايب المأكولات والموائد العامرة بالمشهيات والمقليات والمشويات والمحشيات والصوانى، كأنها لسه خارجة من الفرن فى مطبخ بيت الأستاذ عباس.

عافاه الله وشفاه بفضل من رحمته، يكتب الأستاذ عباس فى المطبخ بحماس واحتشاد، فتأتى مقالاته فاتحة لشهية القراء، ولايزال البعض يتساءل عن هواية الأستاذ عباس واستحبابه كتابة المقالات التى تتحدث عن الطعام والأكلات والعادات الغذائية بكل هذا الشغف، تُحس أنه يجلس إلى مائدة عامرة بالطيبات ويكتب، أو خارج لتوه من مطبخ مصرى تفج منه روائح المحشيات والمشويات بنار الفرن، لكنها هواية محببة ومستحبة منه كتابة، وكنت أطلبها ساخنة من الأستاذ فى شهر رمضان، يملك خلطة بالبهار الحار، والإضافات الحريفة، تجعل لمقالاته مذاقًا، مؤرخ مخلص للمطبخ المصرى.

مقالات المطبخ نزر يسير من فيض مقالاته الوطنية، موسوعة فى الصحارى والخلجان، ويعشق سيناء والبادية والسودان، وكأنه زول مولود فى أم درمان، ويفقه فى عادات وتقاليد الخليج العربى، وكأنه شيخ خليجى عركته السنون وهو يمضغ صبر الزمان، حجة فى الشؤون الخليجية، عاش هناك طويلًا. قلم الأستاذ عباس يفيض وطنية، واعتدالًا، وتسامحًا مع الآخرين، من الكتاب المعدودين الملتزمين كتابة، لم يُضبط بحرف متلبسًا بخطيئة، منضبط لا يتخلف عن موعده ساعة، ولا يخل بعهده مع قرائه، ولا يتكبر على مسؤولى التحرير ولو كانوا فى عمر أولاده، يحفظ المقامات جميعًا، وهو ناصح أمين، مشجع للمواهب، معلم حقيقى، متجرد مهنيًا، متحمس سياسيًا، حافظ لكتاب الوطن، ربنا يشفيه ويعافيه ولا يحرمنا من متوالية مقالاته الطيبة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأستاذ عباس الطرابيلي الأستاذ عباس الطرابيلي



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon