بقلم - حمدي رزق
الفيس بوك مفطور، مقلوب مصرياً وسعودياً على حكاية «سعدية الحزينة»، صدق اللى قال: «جت الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح»، ست غلبانة وعلى قد حالها جاوزت السبعين، تمنت على الله «عمرة»، ولكن اليد قصيرة والعين بصيرة، وشاع خبر اشتياقها لزيارة قبر النبى عليه الصلاة والسلام.
تلقف جارها الذئب الرابض فى الدغل شوقها للزيارة، وأوهمها عبر شقيقته بأنه وهبها عمرة مجانية شكراً لله على شفاء ابنه من مرض عضال، فرحت السيدة بقدوم الخير على أيدى المحسن الكريم الذى بالغ فى كرمها، ولم يتركها إلا بعد أن أوصلها إلى مطار القاهرة بنفسه وفى سيارته الخاصة ثواباً ومكرمة، وفى المطار احتال على العجوز إحراجاً، وحمّلها شنطة ملابس إلى صديق سعودى سيتولاها هناك، استغل الذئب جهلها، واشتياقها للزيارة، وخشيت أن تعود إلى قريتها «درين/ نبروه» خائبة الرجاء، بعد أن ارتدت الأبيض، قبلت على مضض وبتطمينات من المحسن الكريم.
وفى مطار جدة سقطت مغشياً عليها من هول الصدمة، شنطة «ترامادول» حملتها دون أن تدرى، وما إن علم الذئب المخادع حتى اختفى تماماً، فص ملح وذاب، وجارٍ البحث عنه شرطياً، وفق محضر شرطة، حررته ابنتها «هدى»، حمل رقم 44 أحوال بمركز شرطة نبروه، اتهمت فيه جارتها وزوجها وشقيقها بالتسبب فى القبض على والدتها.
الجيران تجمعوا فى بيت ابنة الحاجة سعدية يتميزون غضباً على غضب، وكلهم رجاء أن تتدخل السلطات المصرية لإطلاق سراح سعدية الحزينة، وأن تتفهم السلطات السعودية حقيقة موقف هذه السيدة المسنة، التى سعت لزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام، فسقطت فى حبائل تاجر مخدرات يستغل شوق الغلابة للعمرة لتهريب المخدرات إلى الأراضى السعودية.
القصة التى شاعت تحتاج إلى عطفة ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، يترفق بحال سيدة مسنة ومريضة سقطت ضحية عصابة تهريب مخدرات، طيبة السمعة على نحو ما سجل مَن أثق فى نزاهتهم من كرماء الناحية كما الشيخ سعد الفقى، الذى يكاد يجن من هول ما حدث لمَن هى فى عمر والدته، وشهادته بأن «الحاجة سعدية بريئة»، شريفة عفيفة، ممن تحسبهم أغنياء من التعفف.
وأتمنى على ولى العهد، الأمير محمد بن سلمان، أن ينظر فى أمرها، ويبحث قضيتها، ويكرمها فى ضعفها، ويمسح الألم عن نفسها، ويجبر بخاطر ابنتها وأهلها، مثوبة إلى الله تعالى ورسوله الكريم، الذى ما خرجت من بيتها إلا لتزور قبره الشريف، صلى الله عليه وسلم.
أعلم أن وزير الداخلية، اللواء مجدى عبدالغفار وجّه المباحث بتقفى أثر هذا المجرم، الذى أوقع سيدة فى عمر جدته فى شر أعماله، وسيسقط قريباً، خاصة أن شقيقته من جيران السيدة سعدية، وهى مَن نقلت إليه رغبتها فى العمرة، وسعت إليها، وسنسمع عن سقوطه قريباً.
وأتمنى على وزير الخارجية، السيد سامح شكرى، أن يتواصل مع السلطات السعودية بشأن هذه الجدة الطيبة، ست غلبانة أول ما خرجت من بيتها سقطت على وجهها، ويكثف الاتصالات لعل وعسى يجعل الله لها مخرجاً بسعيه، ويكلف قنصل مصر فى جدة بمتابعة القضية وتوكيل محامٍ محترم حتى لا تأخذ القضية مجراها بعيداً.
الست ممكن تموت فيها، ولولا أشق على السيد الرئيس، لخاطبت مكتب سيادته أن يُولِى قضية هذه الجدة المصرية الطيبة عنايته، ويكرمنا جميعاً فى شخص هذه الجدة الحزينة وينقذها من مصير تتَرَّت فيه دون أن تدرى..
يا رب فرجها من عندك، وبراءتها من حولك، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلى العظيم.
نقلا عن المصري اليوم القاهرية