بقلم : حمدي رزق
أسهل حاجة، تذبح بحروف صغيرة، وتعلق الذبيحة كاللحم المكشوف على حائِطك الإلكترونى، تذبح من تشاء بغير حساب، وتقطع وتشفِّى وتتشفَّى، وتشيّر تشييرا كثيرا، دون أن يجفل لك جفن، أو تقشعر شعيرات بدنك، وتغسل يديك من دم الضحية بالماء الدافئ والصابون المعطر، وتمسح ايديك فى فانلة مروان محسن!.
لا تثريب على المحبين من الأهلاوية الأصلاء، واخدين على خاطرهم من ولدهم مروان، لكن جماعة الشبيحة المتمنطقين بالسكاكين المسنونة، جماعة إذا وقع الكابتن هاتوا السكينة، سنوا سنانهم، وتكالبوا على الكابتن مروان محسن، وهات يا تقطيع شنيع، مثل هذا التنمر لم تر عينى.
دفاعا عن شاب يجتهد كثيرا ويعانده التوفيق مرارا، لدرجة أنه كاد يفقد الثقة فى موهبته، وصار عقيما فى الآونة الأخيرة، ما يجلب عليه ضغوطا هائلة، تخيل مروان يلعب تحت ضغط عال، ومطلوب منه أن يحول كل فرصة لهدف فتطيش كراته بشكل يضاعف أزمته التهديفية، والجمهور لا يرحم، الجمهور عنده حق، مروان تأخر كثيرا عليهم فى تقديم بعض السعادة.
بالله عليكم كم منا يصادفه عدم التوفيق الذى بات عليه مروان، يقينا كثير، وكاتب هذه السطور يعانى كثيرا من عدم التوفيق ولفترات وتطيش حروفه، وتعقم مولدات أفكاره، ويصبح فى عرض كلمة حلوة تنير له الطريق من صديق.
ومثل هذا يحدث كثيرا مع كثر، ولكن مروان على الشاشة، مروان تحت الضوء، وعدسات الكاميرات لا ترحم، وكلما أخفق تضاعف إخفاقه، بات الإخفاق يلازمه، والسكاكين تلاحقه، واللعنات تتنزل عليه مع كل ظهور بفانلة الأهلى أو المنتخب، يصفرون عليه استهجانا.
هذا مناخ يخنق العبرات فى الصدور. مروان ليس مفروضا على أحد، ولا يلعب بالواسطة، وكل مدربى الأهلى والمنتخب يختارونه كرأس حربة، كل هؤلاء مخطئون، كل هؤلاء من الخبرات المصرية والأجنبية لا يفقهون فى الاختيارات، يقينا يرون فى مروان غير ما نراه، ويصبرون عليه كثيرا، لأنهم بخبرتهم يعلمون أن العقم التهديفى يحدث مع كبار الهدافين، ونموذج لاعبنا الكبير محمد صلاح الذى يغيب كثيرا، ويعود مجددا، وفى كل مرة يخالف التوقعات المتشائمة، هذا حال الهدافين فى العالم، لعل مروان يعود مجددا.
أعذر الغاضبين من القبيلة الحمراء، مروان ليس فى حالته الطبيعية منذ الإصابة الأخيرة، ولكنه عاد ويطلب عونا إضافيا، دعما نفسيا، مؤازرة جماهيرية، كرته الأخيرة اصطدمت بالعارضة، نفذها كما يقول الكتاب (فصل تسديد ضربات الجزاء) لكنه التوفيق الذى تخلى عنه حتى فى أحلك اللحظات التى مر بها فريق الأهلى فى مباراة «بالميراس البرازيلى».
لو دخلت تسديدة مروان المرمى لرفعت السكاكين عن رقبته، ولو هزم الأهلى لعلقت الذبيحة من قدميها، لكن ربك رب قلوب، وفاز الأهلى وطار نجومه من الفرحة إلا مروان سقط كسير النفس، يعتصره الألم.
حنانيكم، رفقا، قم يا ولدى واصلب طولك، لا يزال هناك متسع من الوقت للتهديف، فقط ثقتك بنفسك، ولترد فى الملعب على مذبحة الفيسبوك.