توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يا حسرة الآباء المؤسسين!!

  مصر اليوم -

يا حسرة الآباء المؤسسين

بقلم - حمدي رزق

عام 1973 حدد المؤرخ «ريتشارد موريس» سبع شخصيات كمؤسسين رئيسيين للولايات المتحدة الأمريكية، بناء على ما سماه «الاختبارات الثلاثية» للقيادة، وطول العمر، والحنكة السياسية.

وهم: (جون آدامز، بنجامين فرانكلين، ألكسندر هاملتون، جون جاى، توماس جفرسون، جيمس ماديسون،

و.. جورج واشنطن). ما يُعرف بـ(الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية).

لو نطق مَن فى القبور.. تخيل حال الآباء المؤسسين وهم يطالعون سير، وصور، وفضائح، وقضايا، مرشحى الانتخابات الأمريكية فى نهاية الربع الأول من القرن الثانى والعشرين، (جوزيف روبينيت بايدن (الابن، اختصارًا جو بايدن، وصفًا «جو النعسان»، ومنافسه اللدود، المهبوش، دونالد جون ترامب)، يقينًا الآباء المؤسسون فى قبورهم يتقلبون على جمر النار.

وعلى طريقة طيب الذكر الأمير «خالد بن سعود»، وبصوت العندليب الأسمر «عبدالحليم حافظ»، وعلى ألحان العبقرى «بليغ حمدى»، الرفاق حائرون، كذا الآباء المؤسسون حائرون، يفكرون، يتساءلون فى جنون، يتهامسون يتخيلون أشياء وأشياء، أسماء وأسماء، ويضيع كل هذا التاريخ الأمريكى هباء!!.

صوت مَن فى القبور يسأل: أعقمت السياسة الأمريكية عن ولادة سياسيين شباب، ولو فى سن الستين، يكاد الأب الروحى «جورج واشنطن» يشد فى شعره الأبيض، أيُعقل هذا، آخرتها، بايدن مواليد (1942) ينافس ترامب مواليد (1946)، ما هذه البلاد التى يحكمها خرف السنين، وكأنه قرأ عنوان قصيدة شاعرنا الجميل

«فاروق جويدة»: «هذه بلاد.. لم تعد كبلادى»!.

ويرد عليه صوت مقبور، ما هذه الرائحة التى تنبعث من مسوغات الترشح، روائح فظيعة، فضائح أخلاقية

(جنسية) ومالية وإنسانية، كيف تستقيم انتخابات القطب الأمريكى بين السيئ والأسوأ، والأسوأ لم يأتِ بعد.

لم يعد هناك «طيب» فى عناوين الانتخابات الأمريكية، الصراع محتدم بين «الشرس والقبيح»، يا ويل العم سام من «اليوم التالى» (يوم الخامس من نوفمبر).

انتخابات يؤمها مرشحا «سوابق»، الصحيفة الجنائية لترامب لا تقل سوادًا عن صحيفة بايدن، الناخبون الأمريكيون، ولاسيما الشباب منهم، ينسحب عليهم الوصف «مكره أخوك لا بطل».

الاختيار بين بايدن وترامب ما يسمى سياسيًّا «الاختيار صفر»، صفر مربع، كلاهما صفر سياسة، وزيرو نزاهة، وقد بلغا من العمر عِتِيًّا، وهن العظم منهما، واشتعل الرأس شيبًا، وبدا الخرف باديًا، بايدن يسلم على الأشباح وهو يقظ، وترامب يعانى عقدة اضطهاد سياسى، وإحساسًا مرضيًّا بمؤامرة كونية، والود وده يعقد صفقة مع شيطانه الروسى!.

‏‎وكلاهما عامل فيها حكيم ومُداوٍ، ويوصيان بالديمقراطية حول العالم، ويطلبان بإلحاح تمكين الشباب من الحكم فى بلاد «الواق واق»، ولا ينظر أحدهما لنفسه فى المرآة، لو نظر أحدهما تحت قدميه لتعثر من طوله وهو يركب بساط الريح، كمْ مرة تعثر بايدن، كمْ من سقطات ترامب المريعة!!.

‏‎صوت خافت من القبر، حزين على المآلات، يخشى على مستقبل الولايات المتحدة، تهددها الفوضى، يخشى منهما على مستقبل القطب الأمريكى فى مواجهة أقطاب صاعدة واعدة طامحة جموحًا فى الشرق (الصين وروسيا) وفى القارة العجوز، يقينًا يعتور الآباء المؤسسين القلق على مصير «تمثال الحرية» تحت وطأة قمع المظاهرات الطلابية.

‏‎الآباء المؤسسون من قبورهم مدعوون إلى مشاهدة «مناظرة يونيو» بين العجوزين الخرفين، وبعدها مناظرة سبتمبر، إن طال بهما العمر، وبعدها سيغلقون على أنفسهم باب القبر حسرة وندمًا مرددين: قل أيمكنك أن ترى مع أول ضوء الفجر/ ما نفخر به بشدة مع آخر بريق الشفق؟. (من كلمات نشيد الاستقلال الأمريكى)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا حسرة الآباء المؤسسين يا حسرة الآباء المؤسسين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon