توقيت القاهرة المحلي 17:00:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلمى حبيبتى!

  مصر اليوم -

سلمى حبيبتى

بقلم:حمدي رزق

لإضفاء نوع من الإثارة وبعض البهار الحار لفتح الشهية الوحشية، وقبل أن تجف دماء سلمى، خرجت الأفاعى من جحورها تلتف حول جثمان المغدورة بفحيح كريه: أصله كان بيحبها، حتى شوفوا كاتب اسمها «سلمى حبيبتى» مرتين، مرة على صدره الذى يحوى قلبه المذبوح يرفرف بحروف اسمها، ومرة على ذراعه التى كان يحميها بها من الذئاب المنفردة.
توطئة وتهيئة لتجرع السم ومصادرة القضية لصالح المجرم مبكرًا، وحرف الجريمة عن خطها، قتلها بدافع الحب.. أصلها خانت حبه، ولم تفِ بالجميل.. واللى راعيته رمانى، وماعرفش إيه ذنبى.. غير إنى فى حُبى أخلصت من قلبى! (من كلمات أغنية «الربيع» لطيب الذكر مأمون الشناوى).

طبق الأصل، القاتل حبيب مخلص، والمغدورة خاينة حكّت أنفه وذبحته بالرفض.. وتواليًا، كان بيساعدها، ويساندها، ولكنها.. ولكنها.. ولكنها، ودور صعبانية من قرشانات الفيس، وتنويعات «فقه القُفة» من إصدارات «جماعة الشوال»، واِلبسى قُفة يا بت وإنتِ خارجه من بيتك (بالمناسبة سلمى محجبة)!!.

وحدث ما حذرنا منه، وتكررت جريمة «المنصورة» بنفس السيناريو الوحشى فى «الزقازيق»، وقتلها قاتل موتور بالسكين فى عرض الطريق، ١٧ طعنة نافذة، فلقيت ربها من فورها.. بأى ذنب قتلت؟!.

ويلٌ للمحرضين على القتل، لعلهم مغتبطين، ويغردون، ويهللون للقاتل، ويستبيحون عرض الذبيحة، ويتلذذون بأكل لحم الميتة!.

ولاحقًا سيجمعون الملايين لدفع الدية وأتعاب المحاماة من داخل وخارج الحدود، من الجزر اليونانية، ويكلفون أشهر المحامين للدفاع عن القاتل.. وسيتطوع نفر منهم دفاعا بدم بارد، المخرج عاوز كده.

فُجَّار، جمع فاجِر، من الفُجْر.. وما يقدر على الموالسة سوى قادر أو فاجر.. قادر على الكذب على الضحية، وفاجر فى التماس الأعذار للقاتل، وافتكاس عناوين مضللة: الحب، الغدر، الخيانة، ومعذور كان بيحبها، ومقدرش على بعدها، فذبحها انتقاما.. يقتلوا القتيل ويمشوا فى جنازته.

كل من أدان «نيرة» بحرف يده، بكل حروف اللغة يداه غارقة فى دماء «سلمى»، وكل من جمع جنيها لدفع الدية قاتل مستتر، وكل من حرّض الذئاب المطلوقة فى الشوارع على الفتيات فى فيديوهات يتحمل وزر سفك الدماء!.

حالة السعار الإلكترونى التى صاحبت محاكمة «نيرة»، واستهدافها فى سمعتها وعرضها استباحة، وطأت لطعن سلمى، كل مُعْتَدٍ أَثِيم يحمل جثة سلمى فوق كتفيه، دم سلمى فى رقبة كل هؤلاء الذين استباحوا عرض البنات.

ما رأيكم شاه حكمكم.. ما قولك يا دكتور القُفة.. ما قولكم يا جماعة الشوال.. هل بلغكم نبأ سلمى.. هل توضأتم وصليتم واستعذتم من الشيطان الرجيم، نمتم جيدا مرتاحى البال.. هل استطعمتم الطعام.. هل اقشعرت أبدانكم.. هل زرفت أعينكم دمعا مالحا.. هل قضت مضاجعكم.. هلا نظرتم فى مرآة أنفسكم؟!.. تبا لكم ولأفعالكم.

المحاكمة الناجزة ضرورة مستوجبة، والقصاص العاجل يوفر ردعًا، ولو موقتًا.. ولكن تكرار الفعل، القتل نهارا وفى عرض الطريق، مقلق ومخيف. أخشى يتحول إلى ظاهرة، ومحتم دراستها والوقوف على أسبابها ودوافعها.

مطلوب تجفيف منابع العنف، ونزع السكاكين من أيدى القتلة، تحديدا المراهقين.. هؤلاء جبلوا على ثقافة العنف والقتل التى تحيطنا بحزام من نار موقدة.

منسوب العنف كمنسوب الصرف الصحى يستوجب تدخلا علميا لخفضه، وهذا يتطلب عملًا جماعيًا مجتمعيًا مستدامًا، تتوفر عليه مجموعات تخصصية فى علوم النفس والاجتماع.. ليس بعيدًا عن «الحوار الوطنى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلمى حبيبتى سلمى حبيبتى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon