بقلم : حمدي رزق
وأجاب الرئيس على إلحاح عمرو أديب، بتجيب فلوس المشاريع منين؟ بجملة قصيرة وواثقة: «من مصر»، لا نثقل على أحد، مصر تكفل نفسها بنفسها.
السؤال المعكوس، بتجيب التريليونات منين؟ أفضل من السؤال بتودى الفلوس فين؟ الأول إقرار بحجم التريليونات التى تُنفق على إعمار مصر من أقصاها إلى أقصاها، من مزارع الشمس فى (بنبان/ أسوان) إلى مزارع الأسماك فى (بركة غليون/ كفرالشيخ)، مرورًا بمزارع الرياح فى (الزعفرانة)، والصوب والبتلو والمليون ونصف المليون فدان، والـ١٤ مدينة جديدة، والعاصمة الإدارية، ومشتى الجلالة، ومصيف العلمين، والتسعة آلاف كيلو طرق وكبارى، ومثلها سكك حديدية، وقطارات حديثة، وتجديد السكك القديمة، وصوامع ومصانع ومزارع وفصول تعليمية ووحدات صحية... إلخ إلخ إلخ.
حاصل جمع استثمارات جملة هذه المشروعات رقم لا يستوعبه أصحاب العقول الخفيفة، البعض طار صوابه، وبات مبلبلًا، هذه موازنات دول عظمى.
التريليونات رقم معتاد فى حديث الحكومة (منها نصف تريليون جنيه لمشروع إعمار القرى)، من أين لهم كل هذه التريليونات، وكيف يتدبرون هذه المليارات؟ للأسف لا شكر ولا حمد مستحق، ولكنها أسئلة مطلوقة فى الفراغ الإلكترونى لبلبلة الناس الطيبة.
السؤال المعكوس يحمل شهادة جدارة يستحقها الرئيس السيسى وحكومته، تدبير موازنات كل هذه المشروعات دون أن ينقص من حاجات الناس المعيشية جرام سكر أو رغيف عيش، ولا طابور فى ظل كورونا، ولا تأخرت مصر فى تسديد استحقاقات القروض الخارجية والداخلية، فعلًا سؤال يثير العجب العجاب، والرئيس يجيب ببساطة: هذا من فضل ربى، كله من فلوس المصريين.
الحمد لله على السؤال المعكوس، لم يتطرق المشككون «بيودى الفلوس فين؟»، لكن السؤال: «منين التريليونات دى كلها؟»، الحقيقة الرئيس مش قاعد على كنز، أو فُتحت له طاقة القدر، ولا خزائن الخليج مفتوحة، ولا تضاعفت المعونات الخارجية، فقط حسن استغلال الفرص المتاحة مصريًا، وكبح الهدر العام، والتقشف الحكومى، وسد الثقوب الواسعة التى كان يتسرب منها المال العام، وحصيلة «حق الشعب» فى قضايا النهب المنظم.
ليس سرًا أن الأرض التى كانت بتراب الفلوس صار لها سعر بعد تنميتها، خير هذه الأرض هو الكنز الحقيقى، هو طاقة القدر إذا جاز الوصف، استثمار الأرض البراح هو ما مكن الحكومة من تنفيذ خطة الإعمار التى تعوض عقودًا من الجفاف التنموى.
نحن بصدد سؤال يحتاج مجلدًا للإجابة عنه، ولولا محددات الأمن القومى المعلوماتى لبُهت الذى تساءل من كيفية تدبير التريليونات محل السؤال، حتى مليارات استجلاب اللقاحات مرصودة، وأرصدة الغذاء والدواء كافية وتزيد، والموازنات محسوبة بالورقة والقلم إذا ما جد طارئ.
معلوم السؤال محرمشى، ولكنه سؤال معكوس من العكوسات التى لا يتوقف أمامها الرئيس عادة، يكتفى بأن هذا من فضل الله علينا.. اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال.