بقلم : حمدي رزق
كل مرة يسحبونا لمياههم العطنة، والغريب أننا نساق وراء مأمأَة «ثُغاء» الكباش الإخوانية النطاحة.
الخراف ليست «غبية» كما يعتقد البعض، الخراف أنواع، وبعضها ذكى ومتربى على الخديعة فى الحظائر الإخوانية (الأسر والكتائب والشعب والمكاتب الإدارية)، والمعاريض كما التقية من الخدع المقررة فى المناهج الجهادية الإخوانية، حذار من وسوسة إخوان الشيطان.
الجدل حول جواز الترحم على الفنان الجميل «المنتصر بالله» من لغو القول، وبمجرد أن سمعت الخبر الحزين، توقعت هذه المأمأَة الإخوانية/ السلفية، لا تميز عند سماع الثُغاء، بين مأمأَة كبش بقرون ونعجة نطاحة.
المأمأَة على الموتى بديانتهم، طبع إخوانى، الأذية طبع، والكبش النطاح مؤذٍ بطبعه، والحرص واجب، لا يسحبك إلى حظيرته الإخوانية، فتبغبغ كالبغبغاء عقله فى أذنيه، وتتساءل بغباء غريزى: هل تجوز عليه الرحمة، تخيلا أن ترحمك سيرحمه، أو شفاعتك ستجنبه الحساب، وتتألى على الله جهلاً.
إسلاميًا وبالضرورة أخلاقيًا، أن من فلتات اللسان الخطيرة التألى على الله عز وجل، فقد روى مسلم فى صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «حدث أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وأن الله تعالى قال: من ذا الذى يتألى على أن لا أغفر لفلان فإنى قد غفرت لفلان وأحبطت عملك».
«ويمدهم فى طغيانهم يعمهون» (البقرة / ١٥)، مالكم تلدغون من جحر الإخوان المرة تلو المرة وتغرزون فى وحلهم، حذار لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وَجُحْر الْإِخْوَان مَلِىء بالعقارب والثعابين وَالْحَيَّات، تبخ سمها الزعاف فى آنية الوطن، وتفرق بين المصرى وأخيه، بين المسلم والمسيحى، فتنة طائفية فى الحياة الدنيا، وفى الآخرة يتوعدونهم بعذاب أليم، يصادرون الرحمة الإلهية، حصرى للإخوان والعياذ بالله.
ما هذا الحكى البغيض الذى نتترى فيه، رحمة الله على المنتصر بالله بقدر ما أسعدنا بفنه، رغم أنف الإخوان والسلفيين والتابعين وتبع التابعين، خلوا طرفكم من هذا البهتان، وترحموا عليه، فسيدنا رسول الله وقف احترامًا لجنازة يهودى مرت به، فمن حديث عبد الرحمن بن أبى ليلى قَالَ كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ، فَقَامَا، فَقِيلَ لَهُمَا: إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ - أَيْ: مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ - فَقَالَا: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ، فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِى، فَقَالَ: أَلَيْسَتْ نَفْسًا.
وهؤلاء الخرفان ما فقهوا دينًا، ولا استبطنوا رحمة، ولا خبروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقط حفظوا رسائل إمامهم ومرشدهم، وترضوا عنه، ولا يفقهون من الفقه سوى «فقه الكراهية»، ورضعوا البغضاء فى حظائرهم، ويتقوتون على فتن الناس، مثل مصاصى الدماء يتغذون على الدماء الحارة.
ترحموا على من تحبون أَنَّىٰ شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ فى الله، فال تعالى: يُعَذِّبُُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ. صدق الله العظيم (العنكبوت/٢١).