توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يُصلح الأزهري ما أفسده الدهر؟!

  مصر اليوم -

هل يُصلح الأزهري ما أفسده الدهر

بقلم : حمدي رزق

ومن الأمثال المشهورة قولهم: هل يُصلح العَطَّارُ ما أفسده الدّهْرُ؟!، يُضرب فى من أو لمن يحاول إصلاحَ ما لا يُمكن إصلاحُه!.

أخشى أن يصادف الدكتور «أسامة الأزهرى» وزير الأوقاف فى طريقه الإصلاحى ما صادفه العطار، الأزهرى عقد العزم، والقول للمتنبى: «عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ.. وَتَأتى عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ».

الوزير يسوؤه كما يسوؤنا ضجيج الأذان صادرا من مكبرات الصوت تصم الآذان بأصوات منفرة، لا ترعوى لاشتراطات شرعية ولا بيئية.

ما يصدر عن بعض المؤذنين يصفه مولانا الشيخ الشعراوى فى حديث موثق على «يوتيوب» بـ «غوغائية تديّن.. وباطلة دينيا»، ويصف مولانا الشعراوى غوغائية الأذان بقوله: «اللى قاعد نايم طول النهار ويطلع قبل الفجر بساعة (يهبهب)، وفيه ناس عاوزة تنام وناس مريضة، الميكروفون أكبر نقمة مُنيت به الأمة الإسلامية الحديثة، وهى ليست لله فى شىء».

الوزير الأزهرى يجتهد فى تجويد الأذان، تأسيسا على التجربة التركية، يقول: «سنُمصر التجربة التركية، ونعطيها نكهتنا الخاصة، تأسِّيًا بما فعله مؤذن الخديو إسماعيل (الشيخ صالح أبوحديد)، بأن يكون الأذان منضبطًا ومتناغمًا مع مقامات الموسيقى ليكون مقبولًا ومؤثرًا فى النفوس عند سماعه، ويكرس الأصوات الحسنة غير المنفرة».

مربط الفرس، الأصوات الحسنة، ما نرجوه أذان بصوت جميل يتسلل إلى الأرواح، يوقظ الغافلين، لا يؤذى السامعين.. لو فعلها الدكتور الأزهرى لكانت فى ميزان حسناته.

الشكوى من مستوى المؤذنين والأصوات المنفرة بلغت الحلقوم، ميكروفونات المساجد مفتوحة على البهلى، ع البحرى، بأصوات منفرة، ومع ندرة الأصوات الشجية الجميلة بات الضجيج مضاعفا.

فضلا المساجد والزوايا تتنافس على اقتناء أكبر عدد من الميكروفونات مصوبة إلى الجهات الأربع، ضجيج والصمت عليه يصيب الآذان بالصمم.

أستعير وصف مولانا الشعراوى بـ «غوغائية تدين» وأقف على حكمه «باطلة دينية» وأهدى فيديو الشيخ الشعراوى إلى الدكتور «الأزهرى»، ليقف على الحكم الشرعى لما يصدر عن بعض المساجد من استخدام مفرط للميكروفونات.

مع حلول الأذان، تصطخب الأجواء بعاصفة متداخلة من الأصوات التى يصعب وصفها احتراما لأصحابها، ولكن أكثرهم لا يبالون بما يصدرونه من أذى للناس، ويرفعون أصواتهم فوق أصوات بعض، ويجهرون زعيقا.

المزايدة الدينية على الناس فى بيوتهم عادة كريهة، الناس عندها ألف طريقة وطريقة لتعرف دخول الصلاة، تليفزيون وراديو وموبايل، ثم إن الأصوات الندية باتت نادرة، ما يصدر لا يندرج أبدا تحت بند «أجمل الأصوات»!.

لافت غياب المؤذنين الموهوبين، وتركوا الميكروفونات لعمال المساجد والمتطوعين وأطفالهم، ومن حضر باكرا واستولى على الميكروفون ليُسمع حرمه المصون صوته الحنون، ويعلن أنه فى المسجد ليشهدوا له بالإيمان.

استمراء صخب المساجد ليس من الدين فى شىء، باطل دينيا، والصمت على غوغائية الميكروفونات منكور دينيا من كبار الأئمة، ولكم فى مولانا الشعراوى أسوة حسنة.

وأتمنى على الوزير إحياء فكرة «الأذان الموحد» التى بدأها قبل عقد أو يزيد، طيب الذكر المرحوم الدكتور «محمود حمدى زقزوق» وزير الأوقاف الأسبق، ناشدت (سابقا) الوزير المحترم «محمد مختار جمعة»، إحياء الفكرة التى تمنع المزايدين من استباحة ميكروفونات المساجد لتعذيب البشر بأصواتهم المتحشرجة، وألسنتهم المعوجة، وأخطائهم الفجة فى رفع الأذان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يُصلح الأزهري ما أفسده الدهر هل يُصلح الأزهري ما أفسده الدهر



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon