بقلم : حمدي رزق
أعطيت نفسى هنيهة لأعقل ماذا حدث فى قرية مصرية طيبة (البرشا/ ملوى)، إذ فجأة تضربها الفتنة، ويفقد بعض البسطاء صوابهم الوطنى، ويصدرون صورة فيلمية شائنة شاهدها العالم بأسره، وألسنة النيران تتراقص رقص الشياطين على مزمار الفتنة الطائفية.
العقل يا ربى، رحمتك، الرواية المعتمدة أن شابًا مسيحيًا صدرت منه إهانة وازدراء، وقال الشاب إن صفحته الفيسبوكية سُرقت، وهو ليس مسؤولا عما نُشر وأساء، كان العقاب الشخصى فى الإطار الأبوى كافيًا، اللى غلط يتربى، وأساليب التأديب المتبعة فى قرانا معروفة، وفى الأخير القانون يطبق على الجميع.
إذن لماذا أعلنوها حربا على (....) راجعوا الفيديو، صورة محزنة لمصر المتسامحة، هل هذا طبيعى، هل هذا منطقى، هل هذا تصرف صعيدى يتمتع بالنخوة والشهامة، ويعرف العيبة، الجيرة والعشرة والأيام الحلوة، كلها كلها هباء، فى مهب ريح.
هالنى ما شاهدت، ويستوجب الضرب بيد من حديد القانون، مثل هذه الحرائق الصغيرة أخشى من شررها المتطاير، الحريق الكبير من مستصغر الشرر، اللى غلط يتحاسب بالقانون حساب الملكين، واللى اعتدى يعاقب أشد العقاب، لم يعد صالحًا تبويس اللحى، وجلسات العرب تحكيمًا، والصلح خير، هذا ما أدى بنا إلى هذه النتيجة المحزنة.
وقبل وبعد ما حدث، ما يجرى فى المنيا متكرر ويتكرر وسيتكرر طالما الأسباب كائنة، يستوجب عناية خاصة، ودراسة على مستوى الأمن القومى، ما يجرى هناك خطير، تشخيص الحالة المنياوية تأخر طويلاً، الحالة تتدهور بسرعة شديدة، وحتمًا ولابد من كنصولتو (سياسى أمنى اجتماعى)، دراسة اجتماعية شاملة تحيط بأسباب الحريق، وترصد أسباب الفتنة، وتقتلع رؤوسها قبل أن تشتعل كالثقاب فى كومة القش المبللة ببنزين الطائفية.
شيطان الفتنة يسكن هذا العب، لماذا هذا العب فى المنيا تحديدًا تسكنه شياطين الفتنة، فى العب المقابل يحتفون بابنهم البار مجدى ملك، ويزفونه عريسًا إلى البرلمان مسلمين قبل مسيحيين.
يقينًا، طاردوا الأرواح الشريرة، فشلوا فى إخراج الشياطين من الجسد المنياوى، تتلوى ثعابين الفتنة فى الفضاء الإلكترونى تبخ نارًا، كبح الشياطين بسلسلتهم قانونيًا، القانون هو الحل.