بقلم : حمدي رزق
لطيِّب الذكر «أمل دنقل» قصيدة لا تموت «لا تصالح» نقتطف منها أبياتًا ملهمة:
تلبس - فوق دمائى - ثيابًا مطرَّزَةً.. لا تصالحْ..
قطع الرئيس السيسي قول كل خطيب قائِل بالمصالحة مع الإخوان، وتميم، وأردوغان، نصًا: «لا يمكن المصالحة مع من يريد هدم مصر، أو تشريد شعبها». القضية عند السيسى ليست شخصية، جمل الحمول، لكنها بلد تستهدفه المؤامرات التى تحاك فى عواصم تخادع بحديث المصالحة المكذوب. وما خفى كان أعظم، نظرة على قناة الجزيرة القطرية وأخواتها التركية أمس وأمس الأول وغدا وبعد غد، تكفى لإخراس الألسنة، التى طالت واستطالت تبشّر فينا بالمصالحة.
كل من يتحدث عن المصالحة خائِن للدماء، شريك متضامن مع هؤلاء فى عملياتهم القذرة وإرهابهم، ومتواطئ معهم، ويتحمل نصيبه من الغُرم، الدماء الطاهرة، التى سُفكت لن تضيع هدرًا.
ما الذى تغير فى سياق هؤلاء الإجرامى، الإرهاب يسكن تحت جلودهم، والثأر يملأ قلوبهم، والغدر والخيانة عنوانهم، العرابون يمتنعون، كفى تدليسًا وخداعًا وضحكًا على الدقون، حرام المتاجرة بدماء الشهداء، كفى تلاعبًا بالمصطلحات، الدماء الطاهرة تشهد عليكم. فليخرس من يخاتل ويتحدث عن المصالحة، وليتنحَّ جانبًا، يبعد بعيدًا، حديث المصالحة الذى يجرى تسويقه من خلال أقبية استخباراتية معادية يشكل غطاء كثيفًا من الخداع المخطط لينفذ هؤلاء إلى قلب مصر. والرئيس يحذر، حذار «حديث الإفك» يلهينا عن أخطر حرب نخوضها فى مواجهة عواصم معادية تمول عصابات إرهابية تضرب فى القلب والأطراف، تستهدف إسقاط الوطن. مع من نتصالح، مع من أوى فى قصوره (قرداوى) هو من أفتى بقتل رجال الجيش والشرطة والقضاة.. والشعب كله، مع من مول وخطط لتمكين الإخوان من رقاب المصريين، ومن احتفى بعصابات داعش تقتل المصريين. إن كنتم نسيتم اللى جرى هاتوا دفاتر (الجزيرة وأخواتها التركية) تتقرا.. عما أحدثكم، عن الدم المراق فى سيناء، عن عائلات فقدت عمدها وشبابها، عن أبناء تيتموا، وعن زوجات ترمّلت، وعن أمهات احترقت قلوبهن، عن ساعات الخوف والرعب والقلق الذى عاشته مصر، عن مواكب الشهداء، عن الجنازات العسكرية، عن نشيد الشهيد. من ابتدروا الشعب المصرى العداء ورموه بكل نقيصة، وأهانوا شيبتنا وفضلياتنا، واستهدفوا رئاستنا وجيشنا، ولم يتركوا فرصة سنحت إلا ونهشوا لحومنا.. عما أحدثكم.. عن الدم المراق فى سيناء يستصرخكم.. لا تصالحْ.. هؤلاء كلاب النار عقورة.. يا ريس، الإخوان لا عهد لهم ولا أمان، و«عبدالناصر قالها زمان.. الإخوان ملهمش أمان». النظام القطرى ليس له أمان، تميم خان أباه، وأبوه خان جده، إمارة الخيانة، وبالسوابق الأتراك يعرفون، وتعرية جنود الجيش التركى فى شوارع إسطنبول عار وشنار، وحديث المصالحة الإخوانية لا ينطلى على أريب، واسمع من طيب الذكر «أمل دنقل»: إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا..