بقلم : حمدي رزق
تدوير النفايات «الرسكلة»، recycling، تعنى عملية تحويل المخلفات والمواد التالفة إلى منتجات جديدة، بالضرورة أقل جودة.
معلوم فى علوم الطبيعة فضلات (مخلفات) بعض الكائنات الحية تعتبر غذاء لكائنات أخرى، وفى علوم السياسة، بعض الفضلات، المخلفات السياسية يجرى تدويرها لتصبح وقودا لإشعال المعارك السياسية، الحرائق الكبيرة من مستصغر الشرر يشب فى القمامة السياسية على مفارق الوطن.
الإخوان تخصص تدوير فضلات، الرسكلة صناعة إخوانية رائجة، يقتاتون على المخلفات، ينبشون صناديق الزبالة، يجمعونها صلبة وسائِلة، ويصدرونها لتدويرها على فضائية الجزيرة وقنوات رابعة التركية، وتحويلها إلى سموم مصنعة كما اللحوم المصنعة توجع البطون، وتسمم الأبدان، تستوجب غسيلا معويا من فرط السمية.
نموذج ومثال، عملية الرسكلة الإخوانية لمخلفات الاستحقاقات الدستورية المصرية (وآخرها انتخابات الشيوخ والنواب)، منتوجات الرسكلة الإخوانية للأسف صارت بضاعة رخيصة تروج فى الفضاء الإلكترونى تلقطها الأنوف التى تأنف الروائح العفنة.
جامعو القمامة الإخوانية، العيال المطلوقين لاصطياد (اللقطة) يعيثون فى صناديق القمامة نبشا، يلتقطون مخلفات العملية الانتخابية، تسريب فاحش، قول مأفون، خناقة مرشحين، فيديو لواحد طهقان من عيشته، أو بنت هربانة من بيت أهلها، ليعيدوا تدويرها فى ماكينات استخباراتية خبيثة، لإنتاج مواد خام للاستخدام السياسى الفاجر.
تفاقم كمية النفايات الإخوانية أخيرا يستوجب يقظة من مراكز الاستشعار الوطنية، عمليات الدفن والحرق قد تكون ناجزة، تقريبا الجماعة ذاتها دفنت بعد حرقها، لكنها ليست كافية لتقليص إنتاج وحدات النفايات الإخوانية، أقصد الخلايا النائمة.
معلوم حجم المخلفات المصرية الملوثة للبيئة يصل إلى نحو ٢٢ مليون طن سنويًا، يقينا حجم الملوثات الإخوانية فى الحالة المصرية أكثر بكثير، يلوثون وطنا، وهذا يتطلب استثمارات وطنية مضاعفة فى عمليات الدفن بعد الحرق بجاز وسخ.
مواجهة «الرسكلة الإخوانية» تتم عبر تقنيات معلوماتية حديثة، ترصد مصادر التلوث، وتعمد إلى تجفيف منابعه، وتطهر مواقعه، وترصد نمو البكتيريا الإخوانية الضارة التى تقتات على الفضلات السياسية التى يخلفها بعض «المؤلفة قلوبهم»، ممن فشلوا فى بلوغ مرادهم، فتغوطوا فى ملابسهم الداخلية ففجت رائحتهم العفنة.. ما هذه الرائحة.. ألا تستحم يا رجل!