توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيدة العدل

  مصر اليوم -

سيدة العدل

بقلم : حمدي رزق

تعتبر منحوتة «سيدة العدل» من بين التماثيل الأعظم المعترف بها عالميًا، ومتجسدة فى معظم المبانى القانونية وبيوت العدل فى العالم.

كون المرأة معصوبة العينين، لأن العدالة تقتضى المساواة بين الخصوم دون أدنى تمييز بينهم.

والميزان الذى تحمله، فهو إشارة إلى إحقاق الحق وفق القانون مع تقديم الخصوم ادعاءاتهم ودفاعاتهم لتحكم العدالة فيما بينهم لاحقاً.

والسيف يشير إلى العقوبة الرادعة للجانى والاقتصاص منه، لتعيد العدالة بذلك الأمور إلى نصابها، وبالنتيجة إعادة كفتى الميزان لتكونا متساويتين بعد أن ارتكب المجرم جريمته فسبّب إخلالًا فيها.

أما عن كونها امرأة وليست رجلًا فهى للإشارة إلى أنه رغم وجود السيف والميزان إلا أن الرحمة موجودة فى هذه العدالة، كون قلب المرأة أرحم من قلب الرجل.

أحالت نيابة البحر الأحمر الكلية، نجل رجل الأعمال إلى محكمة الجنايات، لاتهامه بإحراز الحشيش المخدر بقصد التعاطى، ودهس وقتل المهندسة «مى»، نتيجة قيادته سيارة تحت تأثير المخدر، وتعمده السير عكس الاتجاه.

وأمس كانت أولى جلسات محاكمة ثلاثة متهمين، بينهم قاضٍ بمحكمة الاستئناف، وصديقاه، لاتهامهم باستدراج فتاة وخطفها عن طريق التحايل، واغتصابها بإحدى قرى الساحل الشمالى.

خلاصته لا أحد فوق القانون، ويستوجب تثبيت هذا المعنى فى الذهنية المصرية، والكف عن التشكيك فى منظومة العدالة المصرية التى تقف على مسافة قانونية واحدة من جميع المتهمين، بغض النظر عن المواقع والأسماء والوظائف.

تخيل التشكيك بلغ أن المتهم المحال ليس ابن رجل الأعمال، وصفحات فيسبوكية تقطع بأنه متهم آخر «مدسوس على القضية»، والسؤال البديهى: هل تعرفون ابن رجل الأعمال؟ عجيب هذا الحكى المريب، ميل غريزى للشك والتشكيك حتى والمتهم ماثل أمام النيابة.

العدالة معصوبة العينين ليست تمثالًا من حجر بارد، أحيلكم إلى متوالية الأحكام التى تصدر تباعًا فى مواجهة أسماء نافذة، فى مواقع مهمة، كان الاقتراب منها فى زمن مضى ضربًا من الخيال.

يقينًا، يد القانون تطال الجميع، والكل أمام القانون سواء بسواء، ابن القاضى (فاكرينه طبعًا) مثل ابن الخفير، الإصلاحية تلم كل من انجرف فانجرف، «إنت عارف أنا ابن مين فى مصر» لم تعد تنطلى علينا، كلنا ولاد تسعة، انتهى زمن «ولاد البطة السودة»، اللى هيغلط يتحاسب، ولا أحد فوق الحساب.

البعض لايزال على قديمه، وتتفشى فى المجتمع فرية «الكبير كبير، والنص نص نص نص»، لسّاهم فاكرين العزبة القبلية، والباشا الصغير ابن الباشا الكبير، مصر تغيرت، مصر لم تعد عزبة تمرح فيها الذئاب المطلوقة، غلطت تتحاسب ولو أنت مين ابن مين!

العدالة فى مصر تأخذ مجراها الطبيعى بعد أن حفرته منذ قرون طويلة، تسير كما هو مكتوب فى الكتاب، عصابة العدالة على أعينها تمتّن المعنى الذى نقصده فى هذه السطور، ومثل هذه الإحالات والمحاكمات التى نحن بصددها تقطع دابر الشك والتشكيك فى الأحكام القضائية، القضاء فى مصر يضرب مثلًا متجددًا كل صباح، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وبعضهم لا يعقلون، وفى الأغلب الأعم لا يشكرون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيدة العدل سيدة العدل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon