بقلم : حمدي رزق
مع الدكتورة «مايا مرسى»، رئيسة المجلس القومى للمرأة، حتى باب المدرسة فى بلبيس، ومن حق «فتاة بلبيس» ومن حق كل فتاة أن تتلقى تعليمها دون ترهيب أو تهديد. هذا أوانُ الشدِّ، لكبح الحرائر المتأخونة التى تنشط مع دخول المدارس لتحجيب الفتيات الصغيرات، وتتخذ من التعليمات الوزارية بالانضباط (الزى وخلافه) ستارًا للحركة التحجيبية المريبة فى صفوف التعليم الأساسى.
إصرار عجيب ومريب على تحجيب فتاة صغيرة فى مدرسة فى بلبيس، وتمارس «القرشانات، جمع قرشانة، المرأة الحيزبون المستقوية» عليها وأسرتها إرهابًا ممنهجًا، ويطاردونها وأمها فى الفضاء الإلكترونى، ويتهمون الأم المتصدية بما ليس فيها، واكفى القدرة على فمها تطلع البنت لأمها، فى غمز ولمز فاضح، باعتبارها فتاة طالعة متحررة لأمها.. والعياذ بالله.
تخيل يا مؤمن، كل مجهودات الدولة المصرية فى تحصين الناشئة من الإرهاب المجتمعى باسم الفضيلة، تضيع هباء فى ظل ممارسات ترهيبية، يا تتحجبى يا أشد شعرك، على طريقة يا تحلبى يا أكسر قرنك، ونذل أنفاسك وأنفاس أهلك، ونحرمك من دخول الجنة المدرسية.. وكله بالتعليمات الوزارية التى تُترجم سلفيًا!.
هذا الذى يتردد فيسبوكيًا، وحرك المجلس القومى للمرأة من فوره لردعه ولجمه قبل أن يستفحل ويصير طقسًا تحت مظنة الفضيلة، يصب فى خطة قمع المجتمع المصرى وسجنه فى قعور البيوت باسم الفضيلة، خطة تحقق أهدافًا لها علاقة سافرة بالتمكين الإخوانى والتمدد السلفى، وعلاماته الحجاب للفتيات قسرًا، والنقاب للبالغات مستوجبًا، ومطاردة السافرات تحرشًا فى المدارس والمطاعم والشوارع.
معلوم المجتمع الذى يقبل بالتحجيب قسرًا يسهل توجيهه نحو مجافاة المواطنة ومناهضة الدولة وكراهية السافرات، يقولون فى الحارة المزنوقة المحجبة رزقها كتير، عريس واتنين، والمنقبة رزقها واسع، طابور عرسان.
شكوى الدكتورة مايا مرسى تستوجب دعمًا وزاريًا من المحترم دكتور طارق شوقى، وزير التعليم، ومجتمعيًا، لازم صحوة مجتمعية فى مواجهة السلفية، دون هذا الدعم سيبقى الحال على ما هو عليه، ستظل جماعات اغتيال براءة الفراشات الصغيرة تمارس نشاطها المخيف، خطة تحجيب الفتيات ليست فى مدرسة فى بلبيس فحسب، إنهم يحتلون العقول، ويهتبلون المجتمعات، ويستبيحون المساحات الفراغ التى خلفتها الدولة المصرية خلف ظهرها طوال عقود مضت.