توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سابق ولاحق

  مصر اليوم -

سابق ولاحق

بقلم - حمدي رزق

«سابق ولاحق» مسلسل رسوم متحركة، عن رياضة سباق السيارات الصغيرة، وحلم الأخوين (سابق ولاحق) بالنجاح، بعدما أعطاهما صديقهما الدكتور (عاقل) سيارتين متطورتين اخترعهما بنفسه.

تذكرتها فى موسم التغيير، حديث التغيير يسرى، سنة الحياة التغيير، الشىء الوحيد الثابت فى الحياة هو التغيير المستمر، التغيير مثل الشفاء، يستغرق وقتًا، الغباء الإنسانى يكمن فى الخوف من التغيير.

العاقل من يتقبل دورة الحياة، اليوم فى (منصبه) وغدًا خارج مكتبه، فلا يبتئس، وكما تغنت كوكب الشرق «أم كلثوم»، «تفيد بإيه يا ندم؟».. من أغنية «فات الميعاد» لطيب الذكر «مرسى جميل عزيز».

طقس الخروج من السباق قاسٍ، وما يتبعه من إنكار، وتجاهل، واستنكار، وقلة أصل، وكأن الدنيا إذا فجأة خلت، كل هذا العالم من حولى لا أحد، بعد الجلبة والضجيج.. والأضواء ساطعة، والدنيا حلوة، وبعض «المؤلفة قلوبهم» يسبحون باسمك، ويفتحون لك الأبواب، ويطلقون البخور، وأحلام سعادتك أوامر.

إذ فجأة يتنكرون لك، ويمسكون سيرتك، ويقطعون فى لحمك، ويطلعون القطط الفاطسة فى مجمل أعمالك، ولا يكلفون خاطرهم بالاطمئنان.. لله فى خلقه شؤون.

يصمت الهاتف بالكلية، كأنك كنت نسيًا منسيًّا، وكأنك لم تكن بالأمس، أو «قصة الأمس» يتسلون بها فى جلسات النميمة، وهم فى خدمة السيد الجديد، ويتقربون لـ«اللاحق» على جثتك الباردة.

دورة الحياة ما بين سابق ولاحق، طالما أديت واجبك بأمانه وتجرد وتفانٍ، فأنت سابق محترم وتحترم، واللاحق عليه أن يعى درس السابق عليه، فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارًا فى الأرض.

نهج المداحين، من يمدح اليوم هو مداح كل العصور، ومهنته تدبيج قصائد الغزل الصريح، تلهج ألسنتهم بالمديح لـ(لاحق)، لم يضبطوا مرة يذكرون (السابق) بالخير، والحكمة المنسية تقول أنتم السابقون ونحن اللاحقون.

للأسف ورثنا عن أجدادنا الفراعنة عادة تشويه مقابر (الموتى) السابقين، وإزالة أسماء الملوك المنحوتة عليها ووضع أسمائهم بدلًا منهم، لم نبرأ، العرق دساس بالوراثة.

بالسوابق، وعن تجربة شخصية، كنت (لاحقًا) لأحباء محترمين، فلم أقترف الدنية فى شرفهم، وأنزلتهم منزلًا كريمًا، وعندما صرت (سابقًا)، لم أحصد سوى قبض ريح.. فحمدت الله، أن تكون (سابق) أرحم من أن تكون (لاحق)، لأنك حتمًا ويومًا قريبًا ستكون (سابق)، المنصب لا يدوم، وإن دامت لغيرك ما وصلت إليك.

ليس مطلوبًا من الـ(لاحق) تسفيه منجز الـ(سابق) عليه، وإهالة التراب على ما سبق، لقبره، لردمه، ووأد حسناته، معلوم الحسنات، حسناتك يُذهبن السيئات.

البدء على أنقاض السابق، لتنقش اسمك وصورتك على شاهد قبر.. كراهة، ولإثبات أهلية. الوقوف على جثث الآخرين لتطول قامتك ليس من المروءة الإنسانية، تذكروا حسنات السابقين تكتب لكم فى سجلات اللاحقين.

البداية من الصفر أو ما تحت الصفر، باعتبار ما كان لم يكن، وسيأتى (اللاحق) بما لم يأت به السابقون، يكلفنا كثيرًا، حرق وقود فى الهواء، لا يخلف سوى عوادم ضارة، التراكم أساس البناء، طبقات بعضها فوق بعض، لن تصبح عامل تغيير إلا إذا توقفت عن فعل الأشياء التى ليس لها معنى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سابق ولاحق سابق ولاحق



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon