بقلم : حمدي رزق
بعيدًا عن ملابسات ما يجرى فى حزب الوفد، أستحلفكم يا شباب الوفد أن تحافظوا على حزب حماة المصريين الأصلاء طوال تاريخهم المجيد، الطيبون فى بلادى يعرفون قيمة حزب الوفد الذى أسسه نبلاء عرفوا للوطن قدره، وعملوا على رفعته، وضحوا من أجل الوطن بكل غال ونفيس.
إجلالاً لروح العظيم مصطفى النحاس، وثلة من النبلاء الذين وضعوا مصلحة الوطن أمام أعينهم، وكلما يمّموا وجوههم ثمة العلم المصرى الخفاق، ولم يرهنوا تضحياتهم لمصالح ضيقة، بل وسعوا مساحة الرؤية بطول وعرض الوطن فاحتوت الخريطة على اتساعها فجالوا بين الناس يبشرون بالوطن الذى هو أغلى اسم فى الوجود.
قلت وسأقول الوفد إحدى قلاع الدولة المصرية يستوجب الحفاظ عليها، قلعة ليبرالية وتنوير ومواطنة، الخلاف حول نصيب الوفد من مقاعد مجلس النواب، بما يهدد وحدة الوفد لا يستقيم مع أحفاد العظماء، الوفد لن يزيد تاريخه مقعد مضاف، ولن ينقص إسهامه الوطنى مقعد ناقص يستحقه الوفد.
الانسحاب من الانتخابات البرلمانية كلف الوفد غاليًا قبلاً، فلا تكرروها ثانية، العقل ثم العقل والتعقل فى حسابات المكسب والخسارة، فلا تذهبوا إلى الفرقة، والتشتت والانقسام، كم ضاعت وتلاشت أحزاب بسبب الفرقة، ولم يغنم أحد شيئًا سوى قبض ريح.
إذا كانت القائمة الوطنية تضيق بكم على اتساعها، فلم لا يؤسس الوفد قائمته، ويضم إليها ما استطاع إليه سبيلا، قائمة وفدية ترفع اسم الوفد وتنادى عليه بمبادئه التى هى إضافة حقيقية لوطن يستحق أحزابًا ذات تاريخ كالوفد.
حزب الوفد ليس هامشًا أو على الهامش، بل فى قلب معركة الدولة المصرية فى تجليها بعد ٣٠ يونيو، هذه الدولة التى تخوض أصعب معاركها تاريخيًا، ليست فى رفاهية لتستغنى عن حزب الوفد.. الوفد يستحق منكم أفضل من هذا الذى يجرى وتلوكه الألسنة الحداد، فاكرين «يحيا الوفد ولو فيها رفد»، نادى عليكم الشعب يومًا فلا تخذلوه، ولا تتقوقعوا فى مقر الحزب وتنتحروا اختلافًا.
لم يعرف الوفد مثل هذا الاحتراب، إلا فى زمن الضعف، دعوها- أى الفُرقة- فإنها مُنتنة، وتعالوا إلى كلمة سواء. دخول الانتخابات فرض عين على حزب بحجم الوفد، كيف، الحكمة القديمة تقول «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه». الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، والحكمة لا تغيب عن الأصدقاء فى حزب الوفد وهم أحق بها، وتغييب الوفد عن الاستحقاق البرلمانى ليس من الحكمة فى شىء، فسدِّدوا وقاربوا، وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل، وَلا تَذَرُوا فَرُجَاتٍ لشيطان الأحزاب يمرح بينكم، واستمسكوا بالعروة الوثقى التى هى وحدة الحزب.