توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من الوعاء الضريبي!

  مصر اليوم -

من الوعاء الضريبي

بقلم : حمدي رزق

لأبى الطيب المتنبي بيت شعر من قصيدته الخالدة «على قدر أهل العزم» يقول فيه:

«عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ/

وَتَأتى عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ».

نعم، وَتَأتى عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ، كرام المتبرعين فى بر مصر يستوجب مكافأتهم بسخاء، سخاء مقابل كرم، هكذا تستقيم المعادلة المجتمعية.

الإعفاءات الضريبية المقررة على التبرعات، فى حدود 20%، لا توفر الحافز الكافى لاستدرار سيل التبرعات، هناك علاقة طردية بين كم التبرعات، ونسب الخصم المقررة، كل 1% زيادة فى الإعفاءات يؤثر بالإيجاب على كم التبرعات.

نعم تُعوزنا الأرقام، تبرعات وإعفاءات، ولكن الثابت أن الإعفاءات التى تُخصم من الوعاء الضريبى أقل من المطلوب لمضاعفة حجم التبرعات، المشروعات القومية الضخمة التى تمولها الصناديق الخيرية فى أمَسّ الحاجة إلى تدفقات مالية مصدرها الرئيس التبرعات.

لن نذهب بعيدًا، صندوق «تحيا مصر» نموذج ومثال، صندوق يمول مشروعات قومية عظيمة مثل «حياة كريمة» باستثمارات 500 مليار جنيه، وحملات صحية ناجحة مثل «علاج مليونى مريض من فيروس سى»، وقائمة طويلة من المشروعات الحياتية، التى تشكل عصب الدولة المصرية الجديدة.

هل كافٍ إعفاء 20% من الوعاء الضريبى؟!.

مجرد اجتهاد، فكرة مُهداة إلى وزير المالية، الدكتور محمد معيط، لماذا هذا التقتير فى الإعفاءات على هكذا تبرعات فى عمق تمويل المشروعات والحملات القومية، هل يتساوى صندوق يمول مشروعًا قوميًا بنصف تريليون جنيه فى نسبة الإعفاءات 20% بالإعفاءات المقررة فى صناديق وجمعيات خدمية وطبية أخرى؟!، أعتقد أن نسبة الإعفاءات تحتاج إلى جدول جديد بنسب مبتكرة، صندوق «تحيا مصر» 50%، كحد أقصى، والتبرعات فى المجالات التعليمية والطبية 40%، وهكذا دواليك، حسب الأهمية التى تقررها التوجهات القومية.

مطلوب من الدولة تحديد عشرة مجالات للتبرعات هى الأَوْلَى بالتبرعات لأهميتها المجتمعية فى خطط التنمية، وتقرر نسب الإعفاءات، يقينًا ستتدفق التبرعات، إذا أحس المتبرع بأن الدولة تكافئه سنويًا بالخصم المكافئ من الوعاء الضريبى، فلن يتأخر.

حفز المتبرعين مثل حفز المستثمرين، مثل حفز المُصدِّرين، الحوافز مستوجبة، بخصم قدر مكافئ من التبرعات من الوعاء الضريبى لهؤلاء المتبرعين، إعفاء كافٍ لتشجيع التبرعات، سيرد التبرع إليهم فى إعفاءات ضريبية مقررة بالقانون، ويستوجب أن تكون الحكومة كريمة جدًا فى هذه الإعفاءات لحفز التبرعات، الشح مقابل الكرم معادلة لا تستقيم، على وزير المالية أن يَبْحَث عَمَّا يُقِيمُ أوَدَهُ، ومَا يَسُدُّ رَمَقَهُ إلى التبرعات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الوعاء الضريبي من الوعاء الضريبي



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon