توقيت القاهرة المحلي 12:23:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من الوعاء الضريبي!

  مصر اليوم -

من الوعاء الضريبي

بقلم : حمدي رزق

لأبى الطيب المتنبي بيت شعر من قصيدته الخالدة «على قدر أهل العزم» يقول فيه:

«عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ/

وَتَأتى عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ».

نعم، وَتَأتى عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ، كرام المتبرعين فى بر مصر يستوجب مكافأتهم بسخاء، سخاء مقابل كرم، هكذا تستقيم المعادلة المجتمعية.

الإعفاءات الضريبية المقررة على التبرعات، فى حدود 20%، لا توفر الحافز الكافى لاستدرار سيل التبرعات، هناك علاقة طردية بين كم التبرعات، ونسب الخصم المقررة، كل 1% زيادة فى الإعفاءات يؤثر بالإيجاب على كم التبرعات.

نعم تُعوزنا الأرقام، تبرعات وإعفاءات، ولكن الثابت أن الإعفاءات التى تُخصم من الوعاء الضريبى أقل من المطلوب لمضاعفة حجم التبرعات، المشروعات القومية الضخمة التى تمولها الصناديق الخيرية فى أمَسّ الحاجة إلى تدفقات مالية مصدرها الرئيس التبرعات.

لن نذهب بعيدًا، صندوق «تحيا مصر» نموذج ومثال، صندوق يمول مشروعات قومية عظيمة مثل «حياة كريمة» باستثمارات 500 مليار جنيه، وحملات صحية ناجحة مثل «علاج مليونى مريض من فيروس سى»، وقائمة طويلة من المشروعات الحياتية، التى تشكل عصب الدولة المصرية الجديدة.

هل كافٍ إعفاء 20% من الوعاء الضريبى؟!.

مجرد اجتهاد، فكرة مُهداة إلى وزير المالية، الدكتور محمد معيط، لماذا هذا التقتير فى الإعفاءات على هكذا تبرعات فى عمق تمويل المشروعات والحملات القومية، هل يتساوى صندوق يمول مشروعًا قوميًا بنصف تريليون جنيه فى نسبة الإعفاءات 20% بالإعفاءات المقررة فى صناديق وجمعيات خدمية وطبية أخرى؟!، أعتقد أن نسبة الإعفاءات تحتاج إلى جدول جديد بنسب مبتكرة، صندوق «تحيا مصر» 50%، كحد أقصى، والتبرعات فى المجالات التعليمية والطبية 40%، وهكذا دواليك، حسب الأهمية التى تقررها التوجهات القومية.

مطلوب من الدولة تحديد عشرة مجالات للتبرعات هى الأَوْلَى بالتبرعات لأهميتها المجتمعية فى خطط التنمية، وتقرر نسب الإعفاءات، يقينًا ستتدفق التبرعات، إذا أحس المتبرع بأن الدولة تكافئه سنويًا بالخصم المكافئ من الوعاء الضريبى، فلن يتأخر.

حفز المتبرعين مثل حفز المستثمرين، مثل حفز المُصدِّرين، الحوافز مستوجبة، بخصم قدر مكافئ من التبرعات من الوعاء الضريبى لهؤلاء المتبرعين، إعفاء كافٍ لتشجيع التبرعات، سيرد التبرع إليهم فى إعفاءات ضريبية مقررة بالقانون، ويستوجب أن تكون الحكومة كريمة جدًا فى هذه الإعفاءات لحفز التبرعات، الشح مقابل الكرم معادلة لا تستقيم، على وزير المالية أن يَبْحَث عَمَّا يُقِيمُ أوَدَهُ، ومَا يَسُدُّ رَمَقَهُ إلى التبرعات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الوعاء الضريبي من الوعاء الضريبي



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026
  مصر اليوم - ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon