بقلم : حمدي رزق
واقفون هنا، قاعدون هنا، دائمون هنا.. أنا على قلبها لطالون!
عجبًا من العجب العجاب، إذا بنى السيسى مسجدًا جامعًا، عاجلوه: وأين الكنيسة ذات المنارة؟ وإذا بنى مسجدًا وكنيسة فى العاصمة الإدارية لطموه بالقول: وأين المستشفى والمستوصف؟ وإذا بنى مستشفى وفتح مستوصفًا، طفقوا يفسفسون: وأين المدرسة والجامعة؟.. وإذا افتتح «جامعة الملك سلمان» فى شرم الشيخ، أشاحوا بوجوههم العكرة.. ولا شكر على واجب.
الكلامنجية مَلُوا البلد، قعودًا يطلبون، وعلى جنوبهم يغردون، وفى خلواتهم يفسفسون، صنايعية كلام، كلام حلو قوى ومزوّق، أصل الكلام معليهوش جمرك.
الفضاء الإلكترونى فسحة فسيحة، اتْجِعِص فيها ومدِّد رجليك فى وجه الناس، وجعيصة المجعوص على جنبه ذو عقلية معملية فذة، راجع الأولويات الوطنية بنفسه، ووفق منظومته التحليلية حدد المشكلات العاجلة والمستعجلة، نرجو حلولًا ناجزة، يفضلها حلولًا غير تقليدية، حلولًا من خارج الصندوق الذى سجن فيه نفسه.
سيل لايكات وتعليقات فشيخة، وترند صباحى طازج، ويا سلام سلِّم على مخك البلالنط.. يا بحر العلم.. يا ترعة المفهومية.. يا فيلسوف الغبرة.
المنظّراتية لا يكتفون بالتنظير الإلكترونى، بل يدسون أنوفهم الفاطسة فى أجندة الأولويات، يعيدون ترتيبها، معلوم هناك مشكلة، ولكل مشكلة حلال، تحديدًا هناك فجوة تعليمية، نقص فادح فى كفاية الجامعات لاستيعاب ملايين الطامحين، المشكلة ليست خافية، واضحة تمامًا، ولكن تكلفتها تعز على السامعين، الأرقام مزعجة، جد مزعجة.. يصمون آذانهم، ويشيحون بوجوههم الكالحة.. وإحنا مالنا.
خلال كلمته فى افتتاح جامعة الملك سلمان، شخّص السيسى المشكلة، الفجوة: «لدينا الآن فى مصر 72 جامعة باختلاف أنواعها.. وإذا كان من المتوقع أن نصل خلال عام 2030 إلى 125 مليون شخص، بالتالى نحتاج إلى 125 جامعة.
الجامعة الواحدة تتكلف فى حدود من 8 إلى 10 مليارات جنيه، وبالتالى خلال الـ12 عامًا القادمة إذا وصل عدد السكان إلى 125 مليون شخص، فسنحتاج إلى ما يقرب من 400 مليار جنيه للإنشاء فقط، ونحن نعمل على سد الفجوة الموجودة بين عدد السكان والجامعات فى أقرب فرصة».
سامعين، طيب خليكوا شاهدين على حبايبنا.. بيدوّروا ع اللى بيتعبنا.. خليكوا شاهدين.