بقلم : حمدي رزق
التنكيت والتبكيت على «الخطيب» ومجلسه دخل فى مساحات ممجوجة، ليس هكذا يُعامَل الكبار، والأهلى كبير، ومجلسه يعبر عن قيمة الكيان، والكيان قائم على أعمدة راسخة، عمودها الرئيس جمهور الأهلى العظيم سر المكانة التى حفرت للأهلى اسمه بين الأندية العالمية.
الأهلى- وإن تنافس محليًا- فإن مكانه محجوز فى مصافّ الأندية العالمية، من حق جمهور الأهلى أن يتململ ويمتعض ويغضب، ومن حق المُحِبِّين من النقاد والرياضيين أن يعتبوا ويلوموا وينقدوا، هذا من طبائع الأمور الكروية، لقد سلخوا برشلونة العظيم لهزيمته، وسلقوه بألسنة حداد، ولولا محبة المُحِبِّين وخشيتهم على ناديهم الكبير، مَحَطّ الآمال العظام، لما انتفضوا هكذا ناقدين.
توقعت أن يكون لسان حال إدارة الأهلى: «أبوابنا مفتوحة، ورحم الله مَن أهدى إلىَّ عيوبى»، هكذا يُستحب النقد دون تجريح أو إسفاف، أو تخليص ثارات مزمنة معتملة فى النفوس، تعِلّ على أصحابها كلما ألَمَّ بالأهلى عارض كروى أو إخفاق.
حساسية إدارة الأهلى للنقد تستوجب أن تخف كثيرًا، والميل للرد صاعًا بصاع ليس من قيم الأهلى الراقية، والهبوط إلى سفح الملاسنات الفضائية ليس من طبائع إدارات الأهلى طوال تاريخها التليد، لا تصل الأمور إلى التشكِّى والتشكيك فى الحكام، وهم أجانب، الحمد لله لم يعد يحكم مباريات القمة حكام مصريون ولا عرب، لساءت الأقوال أكثر مما ساءت.
وللمنتسبين للأهلى المنافحين عنه فى ساحات الوغى الإعلامية، لهم فى الكابتن محمود الخطيب «بيبو» أسوة فى الصمت البليغ، صمته خير من الكلام، وإن تألم من قسوة التجريح، فلم يصدر عنه حرف أو ينبس ببنت شفة، فنال الاحترام المستوجب من المنافسين قبل المُحِبّين، يحصد كل الاحترام أينما حَلّ.
يستوجب الهدوء، هدوء ما بعد العاصفة، والتفكير بعقل بارد بعيدًا عن انفعالات الملاعب، هل هذا هو فريق الأهلى الذى نتمناه، هل هذا مستوى يؤهلنا لمكانة عالمية مستحقة؟ إذا كانت الإجابة بلا، ويقينًا هى بلا، خلِّينا واقعيين حتى لو فزنا بالدورى، وهذا ليس مقياسًا على قوة الفريق لضعف التنافسية المحلية، وحتى القارية، بعد رحيل نجوم إفريقيا السحَرة المَهَرة إلى أوروبا والصين. (لا) هنا تستوجب تعديل المسارات الحالية، وهذا يتطلب رؤية خارج المستطيل الأخضر، تخطيط مستقبلى لا يقوم على استقدام الصفقات السمراء، بل يقوم على استثمار المواهب فى فرق الناشئين، مثل موهبة «رمضان صبحى» مواهب لم تنزل الملعب بعد.
الكوتش الأجنبى يلعب بالجاهز، ووفق نظرية شراء اللاعب ولا تربيته، الكوتش المصرى قصة تانية، قصة ترويها بطولات حصل عليها أبناء الأهلى بالحب والإخلاص دون أن يكلفوا خزينة الأهلى ملايين الدولارات.
خلاصته الإخلاص، وهو ما يذهب بنا بعيدًا إلى تحقيق الطموحات دون حاجة إلى التتَرِّى فى وحل الملاسنات، وما أسهلها وأرخصها