بقلم : حمدي رزق
أعظم لحظات حفل تخريج ضباط الشرطة (أمس)، لحظة تصدر (تسعة) من أبناء وأشقاء الشهداء أرض العرض ليقسموا قسم الولاء لاستكمال طريق خطّه الشهداء بالدماء.
تسعة (وهناك عشرون آخرون بين الصفوف فى الكلية) كل منهم مشروع شهيد.. نعم نعم إن كان فى أرضك مات شهيد فيه ألف غيره بيتولد.
يا فرحة مصر بأبطالها، شهداء ولاد شهداء، وأم الشهيد «محمد كريم» (قوات مسلحة) تأخذ العهد على ابنها «مهاب» (شرطة) أن يكون شهيدًا على طريق أخيه..
أمك ع تدعى ليك
وع تسلم عليك
وتقول بعد السلام
خليك جدع لأبوك.. لأخوك
لحظة ولا أروع وأم الشهيد البطل تهتف من أعماق أعماقها تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر، زلزلت الأرض من تحت أقدام المتربصين بمصر.
حفلات التخرج السنوية، طقس مصرى حميد، منعشة هذه الأجواء الشبابية الحماسية، أيام طيبة من أيام مصر الطيبة، التخرج فى كلية الشرطة بجدارة رصيد إضافى لمنعة الوطن الغالى، والقسم بالحفاظ على أمنها وترابها ورعاية مصالح شعبها أعلى مراتب الاحتفال.
فيها حاجة حلوة، لوحات وطنية رائعة، وشباب زى الورد المفتح يؤدّون القسم أمام الرئيس، وتقليد أنواط الامتياز، وفرحة ما بعدها فرحة تعم عائلات الخريجين، وزغرودة بطعم السكر المكرر من الأمهات اللاتى أحسنّ التربية، فى قعور البيوت بيربوا أسود.
تحس بأن مصر كلها فرحانة فى عيون أم تنط منها الفرحة، ما شاء الله تعبت وسهرت وربت وكبرت وقدمت للوطن بطلا والنجمة الذهبية تبرق على أكتافه.. وأنا أم البطل.. وإن كتب الله عليه الشهادة تهتف أنا أم الشهيد، وتزفه إلى السماء تحفه الملائكة.
كان نفسى ومُنى عينى أقبّل يد أم الشهيد محمد كريم، ياااااه ما هذه القوة والفصاحة فى حب الوطن، سبحانه من رعاها بعد فقد ولدها، فقد الولد يحش الوسط.
نشد على أيديهن، ونغبطهن على جليل أعمالهن، الاحتفاء والحفاوة بيوم التخرج، من أيام الفخار، يرسمونه فى كلية الشرطة بأناة وصبر كلوحة فنية فى برواز قشيب، ويتطلعون إلى هذا اليوم من كل عام، ليزفوا شبابهم إلى الشعب، أقرب لحفل زفاف جماعى بهيج والعروس الجميلة مصر.