بقلم : حمدي رزق
تعظيم سلام للفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، ورجاله البواسل.. كانوا رجالة ووقفوا وقفة رجالة لتعويم السفينة الجانحة «إيفرجيفن».. وبعد..
ابن حميدو القرصان قاعد فى فسحة الفيس وممدد رجليه فى البانيو ويفتى فى كيفية جنوح سفينة الحاويات «إيفرجيفن»، ويستطرد فى فسفسة لوذعية عن كيفية التعويم السليم فى حالة الجذر البحرى، وتموضع قاطرات الجر والحفارات العاملة على إعادة تعويم السفينة العملاقة، حمولة ٢٢٠ ألف طن وبطول ٤٠٠ متر!.
خبرة الفلوطة فى البحرية لا تزيد معلومة واحدة على خبرة إسماعيل يس فى الأسطول، يهلّك من الضحك، ضحك السنين التى يهتبلنا فيها طائفة من المفسفسين فى الفضاء الإلكترونى، ويهتفون: تعيش أم حميدة سيدة البحار.
إذ فجعة (فجأة)، رزقنا فى فصل الخماسين بعشروميت خَبِير بحرى، والواحد منهم عامل فيها قبطان متقاعد، وبيعدى البحر وميتبلش، وخبرته العملية لا تزيد على بلبطة فى الترعة صغيرا، فلما شب عن الطوق ركب فلوكة فى الرياح المنوفى، ومرة جنحت به الفلوكة فى طين الترعة، فنزل مشمرا عن ساقين مشعرتين، وغرز حتى ركبتيه لتعويمها فى عرض المجرى الملاحى، وعاد إلى أهله مسرورا.
تابعت تحليلات قراصنة الكاريبى بانبهار، البلد مليانة قراصنة فى أعالى البحار، ويملكون خبرات بحرية ولا خريجى الأكاديمية، ونازلين تنظير فى جنوح السفينة، وإحداثيات المكان، وتغريدات متعمقة فى القاع عن حالة المد والجذر فى مياه القناة، وقياس الغاطس وتشميت العاطس، وكله إلا المعلم حنفى، حنفنف ماسك إسطرلاب أثرى يتفحصه بعويناته الزجاجية، ويحسب الحسابات التناظرية، يستعين بالفلك لتعويم الفُلك الجانحة!.
حالة التقمص التى تشبه حالة التلبس النفسانى، وأن تتخيل نفسك قبطان أو قرصان تحتاج العرض على الدكتور أحمد عكاشة.. إذا انهارت عمارة، تقمص حزومبل دور الخبير فى الأساسات وأكواد البناء على الأراضى الزراعية، وع الزراعية يارب أقابل حبيبى.. وإذا نفقت بهيمة، دخل المعلم المعمل، أقصد المطبخ، يبحث فى أمر انفلونزا الطيور، وإذا عثرت عنزة على الزراعية ارتعش جسده، وغشيته حمى النفاس، وطفق يفسفس ويغرد بقياسات حارات الطرق السريعة التى لم تترك حارة لقطيع الخرفان.
حالة تقمص مرضية، مهضوم مليون خَبِير كرورى فى مصر يصلح لتدريب المنتخب بديلا عن حسام البدرى، ولكن عشروميت بحار معتزل وفى الأصل قرصان، عشروميت خَبِير اكتوارى، ومثلها خَبِير فلكى، تخيل يفتون فى الأحوال الجوية، وحزومبل اللوذعى خارج من تحت اللحاق عرقان كالكتكوت المبلول من أثر النعاس، ويحدد درجات الحرارة المتوقعة، ومعدلات سقوط الأمطار، وهبوب الرياح، وهو خَبِير فى «الهبو» من الهبوب.
معلوم الفيس وإخواته خاصة تويتر، صار أحد عوامل التحقق الذاتى، وكلما فسفست أكثر، أكثر الله من أمثالك، ويا سلام على مخزون الخبرة فى قياس معدلات الجنوح البحرى فى العواصف الترابية التى تمنع الرؤية، وتزحزح البدن، فينحرف بفعل ثقل الحمولة بالتناسب مع عمق الغاطس، فتنجرف فتشحط على قول الشاعر المفسفس بن تويتر «تَفَشْخَطَ الْفُشْخَاطُ فى شَخَطِ الْخَفَى.. مُتَفَشْخِطًَا فى وِرْكَةِ البَعْبَعَّلِي»!.