توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أَتَاك عَلَى قُنُوطٍ مِنْك غَوْثٌ

  مصر اليوم -

أَتَاك عَلَى قُنُوطٍ مِنْك غَوْثٌ

بقلم : حمدي رزق

متوالية المصائب الأيام الفائتة، تستوجب صبرًا على البلاء، وكما نصح طيب الذكر الشيخ الشعراوى: «عندما يصيبك شىء، فلا تنظر إلى المصيبة فيما أُخذ منك، لكن انظر فيما بقى لك».

معلوم أن المصائب لا تأتى فرادى، والمصائب تجمعن المصابينا، وكلنا مصابون، على البعد، مصابون فى الطيبين الذين قضوا فى قطار سوهاج، وعمارة جسر السويس، مصابون فى مورد رزق، فى تعطُّل الملاحة فى قناة السويس بسبب سفينة جرفتها العاصفة لتُحملنا ما لا طاقة لنا به تحت وطأة الجائحة.

معلوم ياما دقت على الرؤوس طبول، والإمام الشافعى، رحمة الله عليه، يبشرنا:

«محن الزمان كثيرةٌ لا تنقضى/ وسرورها يأتيك كالأعياد!!».

معلوم المصائب قد لا تأتى فرادى، وفى هذا يقول الإمام الشافعى:

«تأتى المكاره حين تأتى جملةً/ وأرى السرور يجىء فى الفلتات!!».

يعوض صبرنا خيرًا، ولنحمد الله على أن مصيبتنا لم تكن أعظم مما هى عليه، وفى هذا يقول الحكيم: «إن لله عبادًا يستقبلون المصائب بالبشر، أولئك الذين صفت من الدنيا قلوبهم».

وورد فى باب الصبر حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة فى نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة»، والصبر يكون بحبس النفس على عدم الضجر عند وقوع أقدار الله المؤلمة.

أعلاه توطئة لما هو تالٍ، فالجزع بادٍ، والضجر ذاع، والتطيُّر والتشاؤم يسرى بين الطيبين، ثلاث حوادث تحشّ الوسط، وتفطر القلب، مصائب تركت بصماتها على وجوه الناس الطيبة فى الطرقات، الناس جد حزينة، تسأل الله اللطف، «اللهمَّ يا خفى الألطاف نَجِّنا مما نخاف».

نحوقل قولًا «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله»، ونصطف مجددًا، ونسد الفرج حتى لا يطمع مَن فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ، وكما قال رسول اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: «أَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَينَ المنَاكِب، وسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِى إِخْوَانِكُمْ، وَلا تَذَرُوا فَرُجَاتٍ للشيْطانِ، ومَنْ وصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللَّه، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعهُ اللَّه».

للأسف الشامتون كثر، أكثر من الهَمّ على القلب، يجولون فى الطرقات حاملين كؤوس العذاب، مغتبطين فى المصائب، ويتضاحكون ويتغامزون فى قعور بيوتهم المظلمة، كالعقارب والحيات فى جحورها تبخ سمًا زعافًا فى آنية الوطن، ولو عثرت بغلة فى «الحامول» لرقصوا عرايا طربًا فى منافيهم البعيدة!.

خلاصته، دَعْكم من الشياطين عالقة فى شرها، فحسب لا تَقْنَطُوا مِن رحْمَةِ اللَّهِ، تفاءلوا فإنها ما ضاقت إلا لتُفرج، وما تعسرت إلا لتتيسر، وللإمام الشافعى قول طيب يُستحب هذه الأيام:

«ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فُرجت وكنت أظنها لا تُفرج».

وبالمثل قول ثابت عن الإمام أبى حاتم السّجستانى (250 هجرية/ نحوى فارسى، نزيل البصرة وعالِمها)، يقول:

«أتاكَ على قنوط منك غوث.. يمنّ به اللّطيف المستجيب

وكلّ الحادثات إذا تناهت.. فموصول بها الفرج القريب».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أَتَاك عَلَى قُنُوطٍ مِنْك غَوْثٌ أَتَاك عَلَى قُنُوطٍ مِنْك غَوْثٌ



GMT 11:12 2021 الأحد ,11 إبريل / نيسان

توجيه رئاسي للوزيرة!

GMT 06:28 2021 الجمعة ,26 شباط / فبراير

الوجه الصامت

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon