توقيت القاهرة المحلي 10:09:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لنَحْنُ أَغْلَظُ أَكْبَادًا مِنَ الْإِبِل!

  مصر اليوم -

لنَحْنُ أَغْلَظُ أَكْبَادًا مِنَ الْإِبِل

بقلم : حمدي رزق

«وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون»، غادرتنا إلى السماء الفسيحة الفنانة الكبيرة رجاء الجداوى، يرحمها الله، «إن العين تدمع وإن القلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا رجاء لمحزونون».

غادرتنا، وتركت لكم سريرا باردا فى مستشفى العزل، حسدتموها يوما عليه، وسلقتموها بألسنة حداد، كانت فى طريقها إلى الموت، وأنتم تناولونها بما فى صدوركم من سخام، وتتخابثون وتغردون وتتغوطون على حوائطكم الإلكترونية السوداء، اشمعنى رجاء، لا حول الله، حتى المرض فيه اشمعنى، معلوم الغرض مرض، ومرضى القلوب لا يشفون أبدا.

وهن العظم منها، كافحت الكبيرة الوباء أربعين ليلة ونيفا، لحظة ألم من ساعات طوال مرت عليها كدهر، لا تساويها أموال الدنيا، قضت أيامها صابرة محتسبة، تطهرها وتزكيها عند عزيز مقتدر، «وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ»، سبحانه وتعالى.

وفاة الكبيرة بكورونا درس لمن يجهلون حقيقة الموت، «وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا» حكمة ربك وسنته فى الكون، لو تتعظون، وتترفقون، وتطبطبون على القلوب فى محنة المرض.

مالكم، غفرانك يا ربنا قست قلوبنا، كالحجارة أو أشد قسوة «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِى كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون».. صدقت ربنا وتعاليت وتَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.

سرير رجاء فارغ فى مستشفى العزل، تركته لكم، فاغتنموه، معلوم قساوة اللفظ من غلظة القلب، غلاظ، وقال قائل منهم مفجوع فى غلظة أهله «يُبْكَى عَلَيْنَا وَلَا نَبْكِى عَلَى أَحَدٍ.. لنَحْنُ أَغْلَظُ أَكْبَادًا مِنَ الْإِبِل».

بالله عليكم، ترحموا عليها، وصلوا، وتراحموا بينكم، من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، ارحموا أنفسكم، فالراحِمونَ يرحمهم الرحمنُ، ارْحموا مَنْ فى الأرض يرحمكم من فى السماء، وفى الرواية الأخرى لهذا الحديث: «ارحموا أهل الأرض يرحمْكُم أهلُ السّماءِ».

رزقنا ببشر صفر الوجوه سود القلوب، وعلى طريقة طيب الذكر، فريد الأطرش: «لا بيرحم ولا ناره بترحم»، الواحد منهم كمن فى قلبه نار موقدة من كل ناجح أو موهوب أو شهير أو حتى مستور، يحسده على ماله وأهله واسمه، وحتى على الجلابية تستر بدنه، وأربع حيطان تضلل على ولاده، ما هذا السخام الذى نتترى فيه؟!

مرضت رجاء، فابتهلنا إلى الله وطلبنا شفاء لا يغادر سقما، لا يتبعه عجز، ماتت رجاء، إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون، والعاقبة للمتقين.

ودعاء من القلب ورجاء إلى الله: «اللهم يا باسط اليدين بالعطايا، يا قريب، يا مجيب دعوة الداعى إذا دعاه، يا حنان، يا منان، يا أرحم الراحمين، يا بديع السموات والأرض، يا أحد يا صمد، أعط المتوفاة من فضلك وخيرك، وارحمها واغفر لها يا رب العالمين».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لنَحْنُ أَغْلَظُ أَكْبَادًا مِنَ الْإِبِل لنَحْنُ أَغْلَظُ أَكْبَادًا مِنَ الْإِبِل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon