بقلم : حمدي رزق
عين حورس، رمز وشعار مصرى قديم، تميمة فرعونية للحماية من الحسد والمرض ومن الأرواح الشريرة ومن الحيوانات الضالة الضارة.
كنت متيقنًا من أن الرئيس المقدر عبدالفتاح السيسى قد ضاق ذرعًا بالمماطلات الإثيوبية، ورغم أنه كان ينصح مفاوضيه الأشداء بالصبر، إلا أن خزانات صبره الإضافية فرغت تمامًا، وأخرج من جيبه إنذارًا أحمر.
يجيد الرئيس السيسى إخراج الكروت الحمراء فى حالات الإصرار على الإضرار بمقدرات الأمن القومى المصرى، وعندما يتعمد البعض الألعاب الخشنة لابد من إيقافها بإنذار أحمر ردعًا يسمونها «العين الحمراء»، وبالسوابق وفى الساحة الليبية يعرفون، عندما رسم الخط الأحمر تقهقر المرتزقة عن خط الجفرة/ سرت.
يوم ٢٥ مارس الماضى كتبت مخلصًا تحت عنوان «أقوال آبى أحمد وأفعاله!»، ما نصه: «تبضع الوقت.. هذا ما تجيده أديس أبابا، ولا نملك مصريًا مزيدًا من الوقت لنضيعه فى مفاوضات جد عبثية، حان وقت «دبلوماسية الخطوط الحمراء»، مياه النيل خط أحمر، وهذا ما تعلمه جيدًا حكومة آبى أحمد، ولكنها تكابر وتحك الأنوف جميعًا فى استكبار غير مؤهلة له إقليميًا ومحليًا.
لقد طفح الكيل قاهريًا، و«بلغ السيل الزبى سودانيا» حتى «لم يبق فى قوس الصبر منزع»، وعلى أديس أبابا أن تسلك مسلكًا واقعيًا وفق المرجعيات الدولية حتى تتسق الأقوال مع الأفعال، أقوال آبى أحمد وأفعاله، فالتناقض صارخ بالخديعة والتآمر واستلاب الحقوق التاريخية المصرية- السودانية فى مياه النيل، وهذا ما لا تقبله القاهرة التى لا تمارى فى الحق الإثيوبى فى التنمية، ولكن ليس على حساب الحق المصرى الثابت فى المياه، فى اتساقٍ معتبر بين الأقوال التى تصدر عن المرجعيات السياسية المصرية والأفعال التى تتسم بالحكمة، وكما قال الرئيس
السيسى: «صبرنا ليس ضعفا».
وزاد السيسى الذى يقاوم نفاد الصبر بحكمة ورشادة ورغبة سلامية أكيدة، «إحنا مش بنتكلم كتير، محدش يقدر ياخد نقطة مياه من مصر، اللى عايز يجرب يجرب، عمرنا ما هددنا، حوارنا دائمًا رشيد وصبور، وعدم الاستقرار فى المنطقة لا يتخيله أحد، نحن لا نهدد، ماء مصر لا مساس بها، والمساس بها خط أحمر».
عطفًا على دبلوماسية الخطوط الحمراء، الرئيس يُشهد العالم بأسره بأن هناك اجتراءً إثيوبيًا على الحقوق المصرية التاريخية الثابتة على الحق فى حياة المصريين، وتملصًا من إعلان المبادئ الموقع فى الخرطوم ٢٠١٥، ومراوغة واستعداء يصل بالمنطقة إلى حافة الهاوية.
وصبرنا طال، والفيضان يداهمنا، واهتبال الفيضان إثيوبيا يرتب أوضاعا مرفوضة قطعًا من دولتى المصب، مياه النيل خط أحمر، «دونَهُ خرطُ القتادِ»، القتادُ، وهو مثلٌ يُقالُ فى الشَّىءِ البعيدِ المستحيلِ أو الذى لا يمكنُ، وهذا مثلٌ عربىّ أرجو أن يتفهمه آبى أحمد وحكومته، السيسى إذا رسم خطا أحمر، ثبت فى الأرض، لا يتزحزح عنه قيد أنملة، وبالسوابق يعرفون