توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دبلوماسية الخطوط الحمراء

  مصر اليوم -

دبلوماسية الخطوط الحمراء

بقلم : حمدي رزق

عين حورس، رمز وشعار مصرى قديم، تميمة فرعونية للحماية من الحسد والمرض ومن الأرواح الشريرة ومن الحيوانات الضالة الضارة.

كنت متيقنًا من أن الرئيس المقدر عبدالفتاح السيسى قد ضاق ذرعًا بالمماطلات الإثيوبية، ورغم أنه كان ينصح مفاوضيه الأشداء بالصبر، إلا أن خزانات صبره الإضافية فرغت تمامًا، وأخرج من جيبه إنذارًا أحمر.

يجيد الرئيس السيسى إخراج الكروت الحمراء فى حالات الإصرار على الإضرار بمقدرات الأمن القومى المصرى، وعندما يتعمد البعض الألعاب الخشنة لابد من إيقافها بإنذار أحمر ردعًا يسمونها «العين الحمراء»، وبالسوابق وفى الساحة الليبية يعرفون، عندما رسم الخط الأحمر تقهقر المرتزقة عن خط الجفرة/ سرت.

يوم ٢٥ مارس الماضى كتبت مخلصًا تحت عنوان «أقوال آبى أحمد وأفعاله!»، ما نصه: «تبضع الوقت.. هذا ما تجيده أديس أبابا، ولا نملك مصريًا مزيدًا من الوقت لنضيعه فى مفاوضات جد عبثية، حان وقت «دبلوماسية الخطوط الحمراء»، مياه النيل خط أحمر، وهذا ما تعلمه جيدًا حكومة آبى أحمد، ولكنها تكابر وتحك الأنوف جميعًا فى استكبار غير مؤهلة له إقليميًا ومحليًا.

‏‪لقد طفح الكيل قاهريًا، و«بلغ السيل الزبى سودانيا» حتى «لم يبق فى قوس الصبر منزع»، وعلى أديس أبابا أن تسلك مسلكًا واقعيًا وفق المرجعيات الدولية حتى تتسق الأقوال مع الأفعال، أقوال آبى أحمد وأفعاله، فالتناقض صارخ بالخديعة والتآمر واستلاب الحقوق التاريخية المصرية- السودانية فى مياه النيل، وهذا ما لا تقبله القاهرة التى لا تمارى فى الحق الإثيوبى فى التنمية، ولكن ليس على حساب الحق المصرى الثابت فى المياه، فى اتساقٍ معتبر بين الأقوال التى تصدر عن المرجعيات السياسية المصرية والأفعال التى تتسم بالحكمة، وكما قال الرئيس

السيسى: «صبرنا ليس ضعفا».

وزاد السيسى الذى يقاوم نفاد الصبر بحكمة ورشادة ورغبة سلامية أكيدة، «إحنا مش بنتكلم كتير، محدش يقدر ياخد نقطة مياه من مصر، اللى عايز يجرب يجرب، عمرنا ما هددنا، حوارنا دائمًا رشيد وصبور، وعدم الاستقرار فى المنطقة لا يتخيله أحد، نحن لا نهدد، ماء مصر لا مساس بها، والمساس بها خط أحمر».

عطفًا على دبلوماسية الخطوط الحمراء، الرئيس يُشهد العالم بأسره بأن هناك اجتراءً إثيوبيًا على الحقوق المصرية التاريخية الثابتة على الحق فى حياة المصريين، وتملصًا من إعلان المبادئ الموقع فى الخرطوم ٢٠١٥، ومراوغة واستعداء يصل بالمنطقة إلى حافة الهاوية.

وصبرنا طال، والفيضان يداهمنا، واهتبال الفيضان إثيوبيا يرتب أوضاعا مرفوضة قطعًا من دولتى المصب، مياه النيل خط أحمر، «دونَهُ خرطُ القتادِ»، القتادُ، وهو مثلٌ يُقالُ فى الشَّىءِ البعيدِ المستحيلِ أو الذى لا يمكنُ، وهذا مثلٌ عربىّ أرجو أن يتفهمه آبى أحمد وحكومته، السيسى إذا رسم خطا أحمر، ثبت فى الأرض، لا يتزحزح عنه قيد أنملة، وبالسوابق يعرفون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسية الخطوط الحمراء دبلوماسية الخطوط الحمراء



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon