توقيت القاهرة المحلي 15:34:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«معركة الرحمة» على روح الدكتورة نوال السعداوي

  مصر اليوم -

«معركة الرحمة» على روح الدكتورة نوال السعداوي

بقلم : حمدي رزق

«إذا عاد بي الزمن لفعلت كل شىء مرة أخرى. هذا ما تعلمته من تجربتى، أننى كنت على الطريق الصحيح».

نعم كانت الدكتورة نوال السعداوى على الطريق الصحيح.. طريق الحق والخير والجمال.. والحقيقة، وهى قيَم اجتماعية متحديّة، كانت مناضلة متحديّة حتى النفس الأخير.

لم يتأخر جُلّ المثقفين والكتاب والمفكرين عن وداع الدكتورة نوال السعداوى بما يليق بمناضلة وطنية دافعت عن قضيتها وقضية بنات جنسها فى شعبها والعالم خير مدافع، صلبة، صَعْبة المِرَاسِ. عنيدة، شديدة الشَّكيمة.

التنويريون هزموا الدواعش الظلاميين الرابضين فى الدغل شر هزيمة، وانتصروا للمعانى الراقية التى مثلتها الدكتورة نوال، وخاضوا ببسالة منقطعة النظير معركة (الرحمة) على روحها التى ضن بها الدواعش على عظيمة من عظيمات مصر، وكأنهم امتلكوا الجنة التى بها يوعدون.

نفرة التنويريين إلى غوث اسم الدكتورة نوال من أيادى حفارى القبور خليقة بالتبين والتوقف، تثمينًا لشجاعة المواجهة فى مفترق مصيرى فى حرب ضروس تخوضها مصر شعبًا وجيشًا على مختلف الصُّعُد، سياسيًا واقتصاديًا ومجتمعيًا وتعليميًا وثقافيًا وفكريًا ودينيًا، معركة النور فى مواجهة دياجير الظلام.

وتبينًا لشراسة المعركة وأرضها الوعرة، جيوش النور تخوض معركة تنويرية على أرضية زلقة، منسوب الصرف الفكرى نشع على الحوائط الفيسبوكية، ملح أجاج، سم زعاف، يسمم عيشتنا، ويورثنا أفكارًا مفخخة، يتعاطاها بعض المأفونين، أدمنوا التنطع على جثث الموتى، يُثخنونها بالطعنات بسيوف خشبية.

لا يقوون على مواجهة جيوش النور فى النور، يتخفون فى ظلام أنفسهم المتقيحة غلًا من الذين آمنوا بالحرية والمساواة والعدالة والحق والجمال، لا يستبطنون حقًا، ولا يستشعرون جمالًا، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْىٌ!

جنازة الدكتورة نوال الإلكترونية برهنت على يقظة الوعى الجمعى، ما يمكن البناء عليه عاليًا، جنازة تراصت فيها صفوف الطيبين، فطرتهم سليمة، جنبًا إلى جنب مع المفكرين والمثقفين، شكلوا جنازة جماعية راقية، رفعت راية الدكتورة عاليًا، فوق فوق فوق، رغم أنف الظلاميين الذين تكالبوا على جثتها تكالب الأكلة على قصعتها، فحمل عليهم الطيبون حملة قطعت دابرهم، وشتَّتتهم فى منافيهم المظلمة، يجرون أذيالهم كالجراء الجربة.

فات الدكتورة نوال يرحمها الله مشهدها المنير، كانت ستسر كثيرًا، وتعتريها دهشة تطل من عينيها اليقظتين، أفكارها حية، وريادتها مسجلة، وأستاذيتها علامة فارقة، وشجاعتها نموذج، ونضالها مثال.

وإذا قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: «قولوا لأهلِ البدعِ: بيننا وبينكم يومُ الجنائزِ».. فإن جنازة الدكتورة نوال الإلكترونية (بفعل كورونا) تطيل الرقاب، رقاب التنويريين عاليًا فوق فوق فوق السحاب، اللهُم سحائب الرّحمة ووافر المغفرة لتلك الروح التى حال بيننا وبينها الثري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«معركة الرحمة» على روح الدكتورة نوال السعداوي «معركة الرحمة» على روح الدكتورة نوال السعداوي



GMT 05:26 2022 الأربعاء ,17 آب / أغسطس

حول التعديل الوزارى

GMT 19:15 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

هل بقيت جمهوريّة لبنانيّة... كي يُنتخب رئيس لها!

GMT 02:24 2022 الخميس ,09 حزيران / يونيو

لستُ وحيدةً.. لدىّ مكتبة!

GMT 19:37 2022 الأحد ,05 حزيران / يونيو

البنات أجمل الكائنات.. ولكن..

GMT 01:41 2022 السبت ,04 حزيران / يونيو

سببان لغياب التغيير في لبنان

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon