بقلم : حمدي رزق
بعد مشاهدة مناظرة «مايك بنس» نائب الرئيس الأمريكى، و«كمالا هاريس» الديمقراطية المرشحة لمنصب نائبة الرئيس، تمنيت لو كانا هما المرشحين على مقعد «جورج واشنطن» الشاغر.. أقله عاقلين ومحترمين عكس الشراشيح (ترامب وبايدن) اللذين أثبتا أن كل نار تصبح رماد، ماما أمريكا التى تنجب زعامات تسد عين الشمس وتمنعها عن بقية شعوب العالم، عقمت إلا من بايدن منافسًا لترامب، أجدبت، آفات عقلية ضربت مراكز الاستيلاد الحزبى فقذفت فى وجوهنا بمسوخ مشوهة.
مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، لم يأت بجديد على الأسماع، يسمع غيبا ما يحفظه عن رئيسه ترامب بشكل مرتب ومنمق وهادئ ويظهر بكرافت ترامب الأحمر، عليه كرافتة ترد الروح، كان ناقص يعزم «كمالا» على مشروب بعد المناظرة من فرط الحنية والإنسانية والثعلبة والدحلبة، بنس سحلاب دحلاب، ما يمنعه التزام دينى صارم.. ضد الإجهاض، حظ كمالا وحش قوى، بنس فى وجهها، وبايدن فى ظهرها، مكنش يومك يا حبيبتى.
اللافت، الظهور اللطيف لكمالا هاريس، ياختى كمالا، بتبص مباشرة فى عيون الناس وتضع فيها قطرة باردة تستدر دموعًا على دم الديمقراطية المسفوك على أيدى سفاك الديمقراطية الرهيب ترامب المنحوس، نظراتها نعسانة تزيغ البصر، وعلى الطريقة الكلثومية، صوتك.. نظراتك.. همساتك.. شىء مش معقول.
كمالا أخطر عملية تجميل ناجحة لوجه جو بايدن العجوز، جعلته أكثر شبابًا، اقسم على اثنين حاصل جمع عمرى بايدن (٧٧ سنة) وكمالا (٥٥ سنة) المتوسط ١٣٢ سنة، مقابل متوسط ١٣٥ سنة للفريق الجمهورى (٧٤ عمر ترامب + ٦١ عمر بنس).. الفريق الديمقراطى بدا أكثر حيوية، هكذا يتغنى محللو التحاليل فى معامل التخصيب الإلكترونى لبويضات السياسة الأمريكية الملقحة معمليًا.
كعب الغزال يا متحنى بدم الغزال، أنا شايف الأرض بتتمرجح تحت ترامب، ليت الحزب الديمقراطى رشح كمالا كانت هرست ترامب، أثبتت «بنت كاليفورنيا» السمراء أنه فى حالة فوز بايدن ستحكم هى العالم، بايدن ليس طرطور أوباما المفضل فحسب، بل استبن كمالا هاريس.. وهذا تصحيح وجوبى لرسم مستقبل البيت الأبيض، كمالا على خطى الحيزبون هيلارى.. بس بحنية.. ياختى اسم الله.
لم يخسر بنس المناظرة أمام كمالا، لكنه لم يربح لرئيسه ترامب نقطة واحدة، ظهور كمالا بكل هذه الثقة والأريحية، مضافا إلى وباء كورونا، يثقل كفة بايدن الذى خرج من قبره عائدًا للحياة على طريقة الكونت دراكولا فى أفلام الرعب الأمريكية.. كمالا تشبه الست اللى ورا الكونت.. أقصد بايدن.
فى انتظار المناظرة الرئيسة فجر ١٥ أكتوبر، ترتفع أسهم الطرطور، إلا إذا دخل ترامب بصفقة مع الشيطان، وإذ فجأة، يخرج من جرابه على العالم العقار الذى يقضى على كورونا «ترامبسيفير»، ساعتها ستعود كمالا إلى كاليفورنيا تتجرع المرارة، وتتعاطى جرعة شافية من العقار الجديد خشية الفيروس، وتندب حظها العاثر الذى وضعها فى طريق قطار ترامب السريع، والمشروب الذى لم يعزمها عليه مايك بنس.