بقلم : حمدي رزق
شدد المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، على ضرورة الاستمرار فى اتباع التدابير والإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، وعدم التراخى للحفاظ على ما تحقق من معدلات منخفضة خلال الفترة الماضية، وسعيًا لتحجيم الإصابة بالفيروس خلال المرحلة المقبلة، ولا سيما أننا مقبلون على فترة دخول المدارس والجامعات.
ما موقع فتح المساجد لاستقبال صلاة الجمعة من الإعراب الوزارى، الناس الطيبة متشوقة، ووزارة الأوقاف استعدت تماما لاستقبال المصلين، ورفعت خطتها لعودة صلاة الجمعة إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء لعرض خطتها فى الاجتماع القادم للجنة إدارة أزمة كورونا، ووزير الأوقاف المحترم الدكتور مختار جمعة يرهن الفتح بقرار اللجنة، معتمداً قاعدة فقهية مستقرة «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» (النحل/ 43).
خلاصته، التعجل ليس من المصلحة العامة فى شىء، وحديث «الموجة الثانية» من الفيروس مخيف، ويصك الآذان محليا وعالميا، بعض العواصم تغلق جزئيا بعد فتح تام، تحسبا من موجة وبائية متوقعة، التوقى مستوجب، والإصابات تجاوزت الـ ٢١ مليونا حول العالم.
الوزير جمعة يسلم بالأمر توقيا، لا نملك رفاهية القرارات المتسرعة، يقطع «لن يخرج القرار عن إطار خطة اللجنة للفتح التدريجى العام وفق الرؤية العلمية والطبية وتطور الأمور للأفضل».
لا مجال إذن للمزايدة على إيمان المؤمنين، والحكمة تستوجب مراجعة ما تعتزمه الوزارة من فتح فى ظرف يستوجب التروى، والحكمة ضالة المؤمن الحصيف، ومِن حِكم ابن عطاء الله: «لا يكُنْ تَأخُّرُ أَمَدِ العَطاء مَعَ الإلْحاحِ فى الدّعَاءِ مُوجبًا ليأسِك، فهو ضَمِنَ لَكَ الإجابَةَ فيما يختارُهُ لكَ لا فيما تختاره لنَفْسكَ وفى الوقْتِ الذى يُريدُ لا فى الوقْت الذى تُريدُ».
فلا يزايد إيمانيا أحدهم على إيمان المؤمنين المتضرعين إلى الله أن يرفع البلاء. والوزير يبتهل إلى الله أن يعجل وييسر بفتح بيوته العامرة فتحا كاملا لا غلق بعده إن شاء الله.
معلوم «وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ...» (يونس/١٠٧). لبيك يا ربنا نسعى لصلاة الجمعة ونتشوق «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِى لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ» (الجمعة/٩)
بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى، على المحترم وزير الأوقاف أن يستمسك بالعروة الوثقى، وأن يتروى مليا ويتريث فى عودة صلاة الجمعة، ولا يتعجل، ويراجع على الأطباء الثقات (فى لجنة الأزمة)، هذا قرار جد يستوجب الاحتراز. أعرف أن الوزير مضغوط والحكومة مضغوطة بأشواق المؤمنين للصلاة الجامعة، وأشواقهم محل احترام، لن نمارى فى شوق وتشوق ضراعة إلى الله.