بقلم : حمدي رزق
تغريدات كالنواح، وفسفسات كلطم الخدود، وكأن مَيّت لهم ميّت، مأتم فى بيوت الإخوان والتابعين، حوائط الفيس ملونة بالسواد، أرامل الإخوان فى قعور البيوت يعتورهن حزن السنين، فجيعة، صدمة، جنازة حارة والميت..
اللى غلط هيتحاسب، قالها الرئيس السيسى وصدق، الحساب قادم، وستدفعون ثمن الخيانة، كانوا ولا يزالون يختانون أنفسهم فى المضاجع الخارجية.. جماعة شمال سياسيًا!.
الإخوان فى صدمة، أُخذوا على حين غِرّة، «إخوان الشتات» حالهم حال ولا فى الخيال، أنفاسهم متقطعة، ريقهم جاف، إذ فجأة ضربتهم الصاعقة، أصابتهم كورونا سياسية مفاجئة، دارت بهم الأرض دورة كاملة، سقطوا من جسر «جالاتا القديم» على البسفور، الإخوانى فى إسطنبول حالته حال «اللمبى»، وطفق يبهلل كالبهلول المهبول: «إيه اللى جاب القلعة جنب البحر؟!».
إخوان الشتات يعانون فزعًا وهلعًا وهلاوس سمعية وبصرية وزغللة فى المستقبل القريب، يصحون من نومهم يبسملون ويحوقلون ويتعوذون، كابوس رهيب جاثم فوق الصدور، شبح «فرج بتاع سعاد حسنى» يظهر لهم كثيرًا هذه الأيام.
مثل حفارى القبور، طفقوا يحرثون الأرض من تحت أقدامهم بحثًا عن ملاذ آمن، الأرض ضاقت بما رحبت، الدنيا ضيقة قوى، لا قطر طلباهم، ولا تركيا طايقاهم، تخيَّلْ بلغت بهم المأساة مبلغها، إنهم يمدحون السيسى على قنوات رابعة التركية، والله زى ما بقولك كدة، سبحان مُغيِّر الأحوال.
بالأمر، بالتعليمات، قطيع الخراف يتبع أوامر الباب العالى، ثغاء الخرفان بات صياحًا.. حالتهم حالة الأستاذ «حكم» فى فيلم «السفيرة عزيزة» تحت السكين، الغوث.. النجدة.. الغوث.. يا لطيف!.
إخوان الداخل ليسوا بأفضل حال، بؤساء، يهرتلون، إن صمتت قنوات رابعة هنتفرج على الجزيرة، وإن صمتت الجزيرة.. ننام بدرى على الجنب الأيمن.
مأساة، نكسة، لا هم على حامى ولا هم على بارد، تقطّعت بهم السبل، وحوصروا فى شِعْب ضيق، الإخوانى اليومين دول صدره ضيق حرجًا كأنما يصّعّد فى السماء.. مش قادر ياخد نفسه من وقع الصدمة، هيتفرج على فيلم «واحد صفر» على قناة «الشرق» لصاحبها أيمن نورالعيون، وهو خايف من الجول الثانى فى شباكه.. مُنوا بهزيمة نكراء فى اسطنبول!.
لو هناك سبب وحيد لمجاراة أردوغان (إلى حين ثبوت حسن النوايا) فحسب نكاية فى الإخوان، فهذا كاف جدًا، الفصل بين الإخوان وأردوغان نكسة العمر للإخوان، فى تجمعاتهم تسمع عجبًا، حيارَى عطاشَى والقدر خدهم فى موجة عاتية لخبطت حياتهم.
يا حزن السنين السودة، الإخوان حائرون.. يفكرون.. يتساءلون فى جنون، وعلى الطريقة الحكيمية (لصاحبها المطرب الجميل حكيم) يتساءلون: «إيه اللى بيحصل ده.. إيه اللى أنا شايفه ده؟!».. يِعموا ولا يرون مثل هذه اللحظة، يا ليتنى مِتُّ قبل هذا اليوم وكنت نَسْيًا منْسِيًّا، أيام سودة، ستمر ثقيلة، سيدخلون بياتًا شتويًا قارسًا، مثلهم مثل الضفادع التى تنعق على عمرها.