بقلم : حمدي رزق
تفكها، العمدة سليمان غانم قلبه مولع نار من ساعة تعيين سليم البدرى فى مجلس الشيوخ، لو الخال صلاح السعدنى (سلمونتى) فى كامل لياقته (ربنا يطوّل فى عمره) لانفجر غيظًا، ولجسد إبداعًا المشهد الأخير من دراما ليالى الحلمية، مشهد دخول ابن البدرى البرلمان..
يحيا يحيى، فعذرُنا أن فى وجهنا نظرًا. منحاز للقدير يحيى الفخرانى رسولاً للفن المصرى إلى مجلس الشيوخ، يا زين ما اختار السيسى، اختيار جد معتبر، الفخرانى ليس فنانًا عاديًا، من سلسال المبدعين الاستثنائيين.
الفخرانى لم يسع إلى العضوية الفخرية فى مجلس الشيوخ، كما سعى إليها سليم البدرى فى ليالى الحلمية فى منافسة ضارية مع العمدة سليمان غانم، بل سعت إليه، ويستحقها قبلا، واسمه فى قائمة المعينين بقرار رئاسى منشور، منوّر الجريدة الرسمية.
الفنان الكبير أعطى التعيينات المعتبرة نكهة طيبة، اختيار فى محله، وصادف أهله، ويحيى أهل لها، للمهمة النيابية المعتبرة.
الشيوخ وقبلاً الشورى يحظى بالأسماء الفنية الفاخرة، حظى قبلاً بأسماء عظيمة، ابتداء بالكبير محمود المليجى، وبالعظيمة أمينة رزق، وسمراء النيل مديحة يسرى، والآن يحظى بفنان من الوزن الثقيل. نصف وزن يحيى الفخرانى موهبة، والنصف الثانى وطنية. وطنى موهوب، والموهوبون فى مصرنا العظيمة لهم تقدير رئاسى خاص تأسيسًا على محبة شعبية جارفة.
الفخرانى رسول الفن إلى مجلس الشيوخ، سيحمل رسالة الفن المصرى الراقى، ويدافع عنها ما استطاع فى مواجهة المتربصين بالفن، والإبداع، وحرية التعبير.
الفن كما كل مناحى الإبداع والفكر مُمتحن مجتمعيًا، وفى حاجة ماسّة لمدافعين ذوى بَأْس، أشداء يستبطنون الرسالة، رسالة الفن المصرى التى تتسلل إلى العقول برقى، وإلى القلوب بمحبة، تشكيل الوجدان المصرى فى سياق الوعى العام مشروع قومى مستوجب.
محظوظ الفخرانى والقديرة سميرة عبدالعزير وفرسان الصحافة والإعلام (ولا تسع مقامهم هذه السطور.. وجميعًا مقدرون)، محظوظون بتكليف رئاسى. عضوية الشورى تكليف قبل التشريف، سيشكلون حائِط صد قويًا فى مواجهة قوى الظلام التى تتلمّـظ للحم الفنانين، وتتربص بالمبدعين، وتتكالب على حرية التعبير.
مجلس الشيوخ سيكون للإبداع ظهيرًا فى مواجهة جماعة «المحتسبون الجدد» الذين يستهدفون الإبداع استهدافًا ممنهجًا ومستدامًا، عبر ملاحقات فضائية وإلكترونية وبلاغات قضائية، وجرجرة المبدعين إلى المحاكم.. المهمة صعبة ولكنها نبيلة، والفخرانى محظوظ فى مجلس الشيوخ بطائفة من المُؤمنين بحرية التعبير، خير عون فى خير قضية وطنية.